يدور الحوار الشعري حول جماليات التكثيف والاختزال وتوظيف الحس الدرامي في بنية القصيدة الحديثة، حيث تسمح العلاقة بين الشعر والدراما باستيعاب تقنيات الحوار من دون حدود. يستفيد الشاعر غازي القصيبي من هذه التقنية في نصوصه الشعرية ويحاول تطويرها لتحقيق التطور الشعري في بُعده. يستعرض القصيبي هذا الأسلوب في قصيدته “بين الصديق والعشيق”، حيث يستخدم الحوار الشعري لخلق فضاء حواري بين شخصيتين توجدان في العنوان. يتراوح الحوار بين الراوي والشخصية الأنثوية من خلال الأسئلة التي تطرحها الأخيرة بخصوص غياب الراوي واختفائه.

تتطور الحوار الشعري ليكشف حقيقة سبب غياب الراوي واختفائه، مما يساهم في حبك شخصية القصيدة وتعمق المعاني. يتنوع الحوار بين الحوار الافتراضي، الحوار الذاتي، والحوار المتخيل لتغنية بنية القصيدة. يتمحور الحوار الشعري حول الشخصية الأنثوية كمحور إستراتيجي لهذه التقنية، حيث يثري القصيبي القصيدة بالرؤى والمفاهيم والقيم من خلال الحوار الشعري الوجداني. ينتهي الحوار بطلب الراوي للشخصية الأنثوية بحسم وضعها تجاهه في حالة وقوف حرجة بين الجنة والنار.

المسافة بين الصديق والعشيق تتصاعد في القصيدة مع تبادل المشاعر الضدية بشكل مثير، حيث يتضح الصراع الداخلي للشاعر بين الانتماءين المتنافيين. يتجاوز الشعراء السماع العادي إلى الآخر ليبحثوا عن شارة الطريق نحو الخلاص والاستقرار على حالة شعرية تخدم بنية القصيدة. تعكس تجربة القصيبي هذه التقنية بشكل واضح، مؤثرة على بنية القصائد وتظهر حساسية الحوار الشعري لديه كشاعر ذو باع في الفضاء الإداري والدبلوماسي، مما يثري التجربة الشعرية بشكل عام ويعكس وعيه الاستثنائي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.