تدفع حركة حماس وحزب الله اللبناني ثمن تهور قيادتيهما وراء سراب «وحدة الساحات»، الذي يستحيل تحقيقه. وقد تسبب هجوم يحيى السنوار على إسرائيل وتدخل حسن نصرالله في تدمير غزة ونزوح اللبنانيين وتهجيرهم، ونسف معقل حزب الله في بيروت. ولكن لا يُعرف كيف يمكن بدء عملية سلام حقيقية في المنطقة، مع تصاعد التطرف الدموي من جانب إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
تعتبر الولايات المتحدة من المساهمين في استمرار الصراع، حيث قدمت الدعم لإسرائيل ومساندة لنتنياهو، مما أدى إلى تحول غزة وجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية إلى حطام. والأسوأ أنه لا يُتوقع أن تشهد المنطقة أي تقدم نحو السلام، خاصة مع استمرار العنف والتدمير، وتعثر الحياة السياسية في الولايات المتحدة بسبب الانتخابات الرئاسية.
بينما يتواصل الانتهاكات الإسرائيلية وتنامي العنف، يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته لوقف هذا الوضع ومنع انزلاق الشرق الأوسط إلى كرة من اللهب. إذ يتعين التدخل لوقف الصراع ودعم جهود التفاوض والسلام في المنطقة، وعلى الدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي العمل بجدية لحل الأزمة وتحقيق السلام.
في ظل الانقسامات والصراعات الدائمة بين الأطراف المتنازعة، يتعين على جميع الأطراف استثمار الجهود في تحقيق الحوار والتوصل إلى حلول سياسية وديمقراطية للأزمة. ولا بد من التفكير بجدية في إيجاد آليات للتوصل إلى تسوية شاملة تضمن السلام والاستقرار للشعوب في المنطقة، بدلاً من استمرار العنف والدمار.
على كل الأطراف المتورطة في النزاع أن تتحمل مسؤوليتها وأن تتخذ خطوات إيجابية نحو تحقيق السلام، وعدم الانجرار وراء التصعيد والعنف الدائم. إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب تضافر الجهود والتعاون الدولي لوقف الصراعات والبحث عن حلول دائمة للأزمة التي تعصف بالمنطقة منذ سنوات عدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.