كشفت وزارة التربية والتعليم عن تقليص عدد المسارات التعليمية من أربعة إلى مسارين فقط (العام والمتقدم)، ومنح طلبة الصف التاسع حرية اختيار المسار الأنسب لهم، وفق رغباتهم واهتماماتهم الجامعية، وذلك ضمن تحديثات جديدة على نظام المسارات التعليمية في المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة، بدءاً من العام الدراسي المقبل 2025-2026، لتعزيز جاهزية الطلبة لمساراتهم الجامعية والمهنية.
وقالت وزيرة التربية والتعليم، سارة الأميري، إن التحديثات جاءت بعد دراسة متكاملة للمناهج، وتحليل نتائج الطلبة خلال الأعوام السابقة، وتنظيم ورش عمل موسعة شارك فيها مديرو النطاق، ومديرو المدارس، وتسع جامعات وطنية رائدة، للوقوف على واقع التطبيق، واستيعاب مدى إدراك الطلبة للمواد الدراسية، واستكشاف التحديات والفرص.
وأضافت أن الوزارة ركزت على مواءمة المناهج العلمية، بما يتوافق مع متطلبات كل مسار، مع التركيز على تعزيز المهارات الجوهرية واستثمار المعرفة.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي في مقر وزارة التربية والتعليم بأبوظبي، بحضور وكيل الوزارة، المهندس محمد القاسم، وعدد من مسؤولي الوزارة، وممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
وقالت سارة الأميري إن تلك التحديثات تستهدف تعزيز جودة المخرجات التعليمية، وتمكين الطلبة من اختيار التخصصات وفق رغباتهم وقدراتهم الأكاديمية.
ويُخصص المسار المتقدم للطلبة المهتمين بدراسة مجالات مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم المتقدمة، ويركز على تعزيز المهارات العلمية والتخصصية في مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء، بينما يستهدف المسار العام الطلبة الراغبين في دراسة تخصصات العلوم الإنسانية، وإدارة الأعمال، والفنون والعلوم الشرطية، والتخصصات الاجتماعية، ويوفر قاعدة أكاديمية متنوعة تُمكّن الطالب من الانتقال إلى مختلف التخصصات الجامعية في هذه المجالات.
وبينت أن الطلبة المنتقلين إلى الصف التاسع بدءاً من العام الأكاديمي المقبل سيُتاح لهم اختيار المواد وفق رغباتهم، وستوفّر الوزارة خططاً إرشادية وأدلة موجهة للطلبة وأولياء الأمور، بالتنسيق مع فرق الإرشاد الأكاديمي، لمساعدتهم في اتخاذ القرار المناسب. وأشارت إلى أن من بين معايير الالتحاق بالمسار المتقدم، حصول الطالب على نسبة لا تقل عن 80% في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.
وشددت على أن الوزارة تركز في هذه المرحلة على «النوع لا الكم»، وأن الطالب محور العملية التعليمية، وأنه ستتاح للطلبة في الصفين الـ11 والـ12 فرصة الانتقال بين المسارات، وفقاً لاحتياجاتهم وطموحاتهم.
وأكدت الأميري أن التحديثات راعت الاحتفاظ بمواد اختيارية ضمن المسار المتقدم، إلى جانب مجموعة من المواد الأخرى في المسار العام، مع اختلاف في عمق المحتوى الدراسي، بما يلبي احتياجات كل فئة من الطلبة.
ولفتت إلى أن الوزارة تعتزم إطلاق ورش عمل تفصيلية للطلبة وأولياء الأمور في الفترة المقبلة، إلى جانب تزويد المعلمين والمرشدين الأكاديميين بأدلة متخصصة لتيسير التطبيق السلس والدقيق لهذه التحديثات. وأضافت أن مؤسسات التعليم الخاصة المعتمدة من الوزارة ستُدرج كذلك ضمن عمليات التدريب وتنفيذ الأدلة الجديدة.
وأشارت إلى أن الوزارة راجعت أيضاً مخرجات الحلقة الثانية لتنسجم مع التحولات المقبلة، عند انتقال الطلبة إلى المرحلة الثانوية، مؤكدة وجود تطورات إضافية مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
وحرصت الوزارة على أن تتضمن تحديثات المسارات التعليمية، مواءمة المناهج الدراسية، بحيث يتم تدريس أسس المواد العلمية لطلبة المسار العام، بما يضمن صقل مهاراتهم ومواهبهم، فيما سيتم التركيز على مواد العلوم المتقدمة في المسار المتقدم، لتأهيل الطلبة لدراسة التخصصات العلمية في المرحلة الجامعية.
وأكدت الوزارة أن هذه التحديثات لن تؤثر في الخطط الأكاديمية المستقبلية للطلبة الحاليين في الصفين الـ11 والـ12، وكشفت أنه بإمكان طلبة الصف الـ12 ضمن المسار العام، استبدال مادة الفيزياء بإحدى المواد الأخرى المحددة، ضمن الدليل الإرشادي الذي أصدرته الوزارة.
سارة الأميري:
• التطبيق من العام الأكاديمي المقبل، مع إعادة النظر في المواد العلمية لتوائم متطلبات كل مسار.