قامت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بقصف مدينة تل أبيب صباح يوم الاثنين بواسطة صواريخ من طراز “إم 90″، في إطار معركة الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي رداً على الانتهاكات الإسرائيلية وهجرة الفلسطينيين. تم تصنيع هذا الصاروخ عام 2022 ودُمج رسمياً في الخدمة عام 2023 خلال معركة طوفان الأقصى، وأُطلق عليه اسم “المقادمة – إم 90” تيمًا بالقائد إبراهيم المقادمة، وهو أحد مؤسسي الكتائب. يصل طول هذا الصاروخ إلى 6 أمتار ويحتاج لجهد 8 أشخاص لنقله وإطلاقه نظرًا لوزنه النسبي الثقيل وقدرته الهائلة على التفجير بفضل رأسه الحربي الذي يزن 50 كيلوغرامًا.
يبلغ مدى الصاروخ الأقصى 90 كيلومترًا مما يسمح له بالوصول إلى أهداف بعيدة، بما في ذلك مدينة تل أبيب. وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها القسام هذه المدينة مباشرة منذ هجوم سابق في أغسطس الماضي. وفشل الجيش الإسرائيلي في إحباط الهجوم، وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أنهم لم يكونوا على علم بالهجوم مما أظهر الفشل في تقويض القدرات القائمة لحركة حماس. وتقدمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتحليلات التي تأكد ضعف قدرات الجيش الإسرائيلي على التصدي للهجمات، مما يُظهر استمرار الصراع وتفاقمه.
يُعتبر صاروخ “المقادمة – إم 90” إضافة هامة لقدرات المقاومة الفلسطينية في التصدي للهجمات الإسرائيلية وتعزيز قدرتها على إحداث دمار في خطط الاحتلال. وبفضل مداه البعيد يمكن للمقادمة الوصول إلى مواقع استراتيجية داخل إسرائيل، مما يجبر الجيش الإسرائيلي على تكثيف إجراءات الحماية وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي، وهو ما يؤكد على قدرة المقاومة الفلسطينية على الإبقاء على التوازن بين القوتين رغم الفوارق الكبيرة في الموارد والتقنيات.
تعد تل أبيب وجميع البدائل للمدينة مستهدفة للمقاومة الفلسطينية، وهو ما يظهر تحديد الأهداف والتصميم الحثيث على تحرير الأراضي المحتلة. تعتبر تل أبيب وسطًا اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا لإسرائيل، وبالتالي تصبح هدفًا استراتيجيًا للقسام وحماس لزعزعة استقرار العدو وخلق حالة من عدم الاستقرار. وتعد هذه الهجمات استراتيجية مدروسة تهدف إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الضرر لإسرائيل وتحميلها التكاليف البشرية والاقتصادية والسياسية.
ويأتي هذا الهجوم في سياق الاشتباكات والتصعيد الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين، وتأتي الضربات الناجحة للقسام كنقطة تحول في المواجهة مما يزيد من توتر العلاقات بين الطرفين. وتشير هذه الهجمات إلى استمرار الصراع الدائر ونفور الفلسطينيين من الاستيلاء والاحتلال الإسرائيلي، مما يدفعهم إلى تكثيف جهودهم في تطوير الأساليب والتكتيكات العسكرية لمواجهة الاحتلال وتأمين الدفاع عن أرضهم وحقوقهم.