كيف لو عشت أو زرت منطقة عاش بها بشر منذ مليون سنة مثلاً؟

أليس مغرياً أن تفاخر بأنك وقفت في عمق التاريخ من خلال زيارة مدينة عاشت قبل مئات الآلاف من السنوات، نعم هو أمر مغرٍ تماماً حين تقول بأنك وطئت بقدميك أرضاً مشى بها إنسان قبل مليون وثلاثمائة سنة.

حقيقة ترتفع قامتي فرحاً مع كل اكتشاف أثري يؤكد بأن كل مكان في بلادنا ليس طارئاً في الوجود وأن منها تواجد على هذه الأرض من ملايين السنوات بدءاً من مكة المكرمة وما تلاها من مواقع..

هل سمع العالم بأن منطقة أو أثراً تجاوز عمره كل المكتشفات الأثرية العالمية، هل سمع العالم بأن الشويحطية (منطقة الجوف)، هي أقدم أثرٍ استوطنه البشر منذ 1.3 مليون سنة قبل الميلاد، فماذا عن العمر الزمني لمكة والتي ذكر الله عز وجل أنها أول بيت وضع للناس (كم عمرها)، ولو تتبعنا رغبتنا في معرفة أعمار الآثار لدينا كمدائن صالح أو الأخدود، أو آثار العلا أو عين جاوان، أو قلعة تاروت، أو دارين، أو منطقة جبة في حائل، سوف أعجز عن وصف كل أثر تمدد على أرض وطننا الحبيب.. وما أشعر به إزاء هذا الأثر الموغل في التاريخ حالة التأسف، فكيف لا أتأسف لصمتنا حيال مقارعة بقية الدول بالافتخار أن أرضنا تاريخياً وأثرياً يفوق عمرها دولاً تفاخر أن عمر حضارتها أو تواجدها يقدر بسبعة أو تسعة آلاف سنة، فلماذا لا نفاخر أن مدناً (كمكة) ومناطقياً كـ(الشويحطية) تصل إلى مليون وثلاثمائة عام قبل الميلاد.. كيف لا تبرز هذه الحقيقة من خلال الإعلام أو من خلال وزارة السياحة أو الآثار أو من أي جهة كانت.. كيف لا تبرز إعمار آثارنا المنتشرة هنا وهناك.. وأي تواجد بشري قديم جداً يستوجب أن لديه حضارة غرقت هي الأخرى بالإهمال أو عدم كشف ما احتوت عليه تلك المواقع الأثرية من منجز حضاري.. ولو أننا تحركنا من أجل إظهار مواقعنا الأثرية (ليس كخبر)، بل تحويل المواقع ذات الأعمار المليونية أو ذات عشرات الآلاف من السنين إلى ثروة سياحية تجتذب كل إنسان بزيارة منطقة عمرها مليون سنة مثلاً، كيف سيكون أثر هذا العمر على الزائر.. طبعاً زيارة بعدما أن تهيأ تلك المواقع لاستقبال الزوار.. الثروة الأثرية لا يتعامل معها بالأخبار والصمت بعد إعلان الخبر.. لو كنت مسؤولاً في هيئة الآثار لكنت فتحت فمي من غير إغلاقه صائحاً:

«لدينا مناطق أثرية أعمارها تفوق كل أثر في هذه الأرض».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version