|

شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الأربعاء- في إمكانية قبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وقال إن ثقته تراجعت. في حين دخلت روسيا على الخط، وأبدت استعدادها لتلقي اليورانيوم عالي التخصيب من طهران.

وقال ردا على سؤال في بودكاست “بود فورس وان” إنه كان يعتقد أن بوسعه إقناع إيران بالموافقة على التخلي عن برنامجها النووي، لكن ثقته تتراجع شيئا فشيئا عما كانت عليه قبل شهرين، مشيرا إلى أن الإيرانيين يستخدمون أساليب المماطلة على ما يبدو.

وأكد ترامب مجددا أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

نجفي اتهم الترويكا الأوروبية بأنها نقضت “بشدة” القرار الأممي رقم 2231 (الأوروبية)

الموقف الإيراني

في المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان إن بلاده لن “ترضخ لإملاءات” أميركا والأوروبيين وستفشل مساعي من وصفهم بـ”الأعداء”.

وقال “أعداؤنا يحاولون إثارة فتنة داخلية للهجوم علينا وبوحدتنا سنفشل مساعيهم”

وأضاف “لا نسعى إلى تصنيع سلاح نووي.. نتحدث مع أميركا وأوروبا ولن نرضخ للإملاءات ولا يحق لأحد منعنا من البحث العلمي بالمجال النووي”.

كما أكد رضا نجفي مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بلاده تواصل مفاوضات “جادة وغير مباشرة” مع واشنطن، من أجل التوصل لاتفاق “إذا احترمت حقوقها وشرط التخصيب داخل أراضيها”.

وقال المندوب الإيراني إنه “من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا احترمت حقوقنا والتخصيب داخل أراضينا.. نواصل مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن وجادون بالتوصل لاتفاق عادل”.

كما اتهم الترويكا الأوروبية بأنها نقضت “بشدة” قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي أقر الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الكبرى.

ويُرتقب أن تنظم جولة مفاوضات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران -الأحد القادم- في العاصمة العمانية بشأن الملف النووي الإيراني، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم بعد قرابة شهرين من بدء المفاوضات.

مساعدة روسية

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله اليوم إنه ينبغي مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل، وإن موسكو مستعدة للمساعدة بأفكار ووسائل عملية.

وقال ريابكوف “مستعدون لتقديم المساعدة لواشنطن وطهران، ليس فقط على الصعيد السياسي، وفي شكل أفكار يمكن الاستفادة منها في عملية التفاوض، بل أيضا على الصعيد العملي من خلال تصدير المواد النووية الزائدة التي تنتجها إيران وتعديلها لاحقا لإنتاج وقود للمفاعلات على سبيل المثال”.

ولم يوضح المسؤول الروسي ما إذا كانت ستتم إعادة الوقود النووي إلى إيران، وذلك لاستخدامه في برنامجها النووي السلمي لإنتاج الطاقة الذي تسهم موسكو في تطويره.

وتريد الولايات المتحدة شحن كل اليورانيوم عالي التخصيب إلى خارج إيران، في حين تؤكد طهران أنها لن تخرج إلا الكميات الزائدة عن السقف المتفق عليه باتفاق عام 2015، ولا يمكنها التخلي عن التخصيب كليا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم استعداد بلاده لقبول اليورانيوم، وقال للصحفيين “من المهم جدا هنا القول إن روسيا ستكون مستعدة لتقديم هذه الخدمات حال تطلب الأمر، وإذا رأت الأطراف ذلك ضروريا”.

ولا تريد روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، أن تمتلك إيران سلاحا نوويا، لكنها تعتقد أن من حقها تطوير برنامجها النووي للأغراض المدنية وأن أي استخدام للقوة العسكرية ضدها سيكون غير قانوني وغير مقبول.

يُشار إلى أن إيران كانت قد أعلنت أنها ستقدم اقتراحا مضادا للمسودة الأخيرة من قبل واشنطن، والتي انتقدتها لفشلها في تقديم تخفيف للعقوبات مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وقد عقدت طهران وواشنطن 5 جولات من المفاوضات منذ أبريل/نيسان الماضي، وهو أعلى مستوى اتصال منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولايته الأولى.

وتوعد الرئيس الأميركي أكثر من مرة باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توافق على إنهاء برنامجها النووي، وقال “إذا تطلب الأمر عملا عسكريا، فسنقوم بذلك، وستشارك فيه إسرائيل بشكل كبير، وستؤدي دورا رئيسيا، ولكن لا أحد يقودنا، نحن نفعل ما نريد أن نفعله”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version