ريس الولايات المتحدة السابق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، دونالد ترامب، قام بمقارنة نفسه بـ”مانديلا العصر الحديث”، في وقت كان يهاجم القاضي خوان ميرشان الذي يعالج إحدى التهم الموجهة له بشأن دفع أموال بشكل غير قانوني إلى نجمة أفلام إباحية. ويعد هذا القضية واحدة من 4 قضايا جنائية تواجه ترامب، مما يمكن أن تؤدي إلى السجن. وقام ترامب بنشر رسائل تحريضية ضد القاضي على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين فرض القاضي قيودا على التصريحات الخاصة بترامب في هذا القضية.
وفي منشور على شبكة “تروث سوشال”، هاجم ترامب القاضي واتهمه بانتهاك القانون والدستور في نفس الوقت. وأعرب عن استعداده ليصبح “مانديلا العصر الحديث” إذا تم وضعه في السجن بسبب قوله الحقيقة. كما قام ترامب في تجمع سابق بمقارنة نفسه بنيلسون مانديلا، الذي قضى 27 عاما في السجن وساهم في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وقام بنشر رسم على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي يصوره وكأنه يجلس بجانب المسيح في قاعة المحكمة.
وتم انتقاد ترامب بشدة من حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي اعتبرت تصرفات ترامب ومقارناته بالمسيح ومانديلا أمرا غير لائق. وبنبرة ساخرة، انتقدت المتحدثة باسم الحملة ياسمين هاريس ترامب ووصفت مقارنته بالسيد المسيح ومانديلا في غضون أسبوع ونصف بأنها غير واقعية. ويشار إلى أن محاكمة ترامب في قضية نجمة الأفلام الإباحية ستبدأ في أبريل الجاري.
بمقارنة نفسه بمانديلا والمسيح، يبدو أن ترامب يحاول بناء صورة إيجابية لنفسه لدى جمهوره ومؤيديه. ولكن على الرغم من محاولاته هذه، فإن الانتقادات تزيد عليه من جانب منافسيه والجمهور عموما. وبالإضافة إلى مشاكله القانونية، يواجه ترامب أيضا تحديات سياسية وانتقادات داخلية تجعل مقارناته بمانديلا والمسيح بمثابة محاولة يائسة لجذب الانتباه وتغيير الصورة السلبية التي يعاني منها.
على الرغم من اتهاماته وتحدياته، يظل ترامب مرشحا سياسيا نشطا وله جماهيرية كبيرة، حتى الآن. ومن المتوقع أن يستمر في الظهور في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل، بغض النظر عن الانتقادات التي يواجهها. وسيبقى الجدل يحيط بتصريحاته وتصرفاته، ومقارناته بشخصيات تاريخية مشهورة، لكنه سيبقى جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي في الولايات المتحدة وعلى الساحة العالمية.