أظهرت نتائج تحليل صور أقمار صناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتحويل مستشفى تخصصي جنوب مدينة غزة إلى منطقة حشد عسكري، محاطة بتحصينات ترابية لحماية العشرات من الآليات التي تتمركز في المنطقة. تم إجراء التحليل بواسطة “وكالة سند” استنادًا إلى صور أقمار صناعية التقطت بين نوفمبر وأبريل الماضيين. أظهرت الصور آثار آليات عسكرية إسرائيلية دمرت بعض المنشآت في فناء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، وهو أمر غير مسبوق في المنطقة.
زاد عدد الآليات الإسرائيلية في المستشفى ومحيطه، وفقًا للصور الملتقطة بين ديسمبر وأبريل الحاليين، حيث رصد التحليل تواجد حوالي 55 آلية إسرائيلية في المكان. وبالنسبة لجعل الجيش الاحتلالي المستشفى قاعدة لقواته، فقد أظهرت الصور بتاريخ 3 أبريل أن الجيش عمل على تفريع خط إمداد لوجستي يصل مناطق شمال وجنوب قطاع غزة إلى المستشفى عبر طريق نتساريم.
على صعيد آخر، كشفت الصور الأقمار الصناعية يوم 20 مارس عن بناء نقاط تفتيش جديدة على طول طريق نتساريم. يعد مستشفى الصداقة التركي المستشفى الوحيد في غزة الذي يعالج مرضى السرطان، وقد تموله الحكومة التركية في السنوات الماضية. يحتوي المستشفى على 180 سريرًا ويغطي مساحة كبيرة من الأرض، ويعاني نحو 10 آلاف مريض سرطان من نقص في العلاج والمتابعة اللازمة.
تؤكد السلطات في غزة على أن هؤلاء المرضى يواجهون خطر الموت بسبب عدم توفر العلاج المناسب والأدوية الضرورية. يعد المستشفى ملاذًا لتلك الفئة المستضعفة التي تعاني من مرض السرطان، وقد تم تحويله الآن إلى منطقة حشد عسكري تضر بإمكانية تلقي العلاج اللازم لهؤلاء المرضى.
يعتبر تحويل المستشفى إلى قاعدة عسكرية بالقوة من قبل الاحتلال الإسرائيلي خرقًا صارخًا للقوانين الدولية التي تحمي المرافق الطبية والمرضى. وتثير هذه الأفعال الاحتلالية قلق المجتمع الدولي بشأن استمرار وحشيتها بحق الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان. يجب محاسبة الجيش الإسرائيلي على جرائمه واحترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان للفلسطينيين.