أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن استبعاد زيارة إلى فرنسا بسبب تجدد التوتر بين البلدين، مؤكدًا أنه لن يذهب إلى “كانوسا”. وقد اشتهر هذا التعبير بدلالته على الخضوع للأوامر وطلب المغفرة، مما يعكس رفض تبون للطلبات التي تمنى اليمين المتطرف في فرنسا تحقيقها. تم تأجيل زيارة تبون إلى فرنسا مرارًا منذ مايو 2023، مع تفاقم التوتر بين البلدين بسبب دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية.
في ظل التوتر المستمر، تحدث تبون عن “ملف الذاكرة” المتعلق بالاستعمار الفرنسي للجزائر، مطالبًا بالحقيقة التاريخية والاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة الاستعمار. وأشار إلى التجارب النووية الفرنسية في الجزائر وطالب فرنسا بتنظيف المواقع التي أُجريت فيها تلك التجارب. وكشفت وثائق أُفرج عنها في 2013 عن تداعيات إشعاعية تستمر حتى الآن نتيجة لتلك التجارب.
بخصوص الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، اعتبر تبون أنها أصبحت “فزاعة وشعارا سياسيا لأقلية متطرفة” في فرنسا. وفي ديسمبر 2023، رفض البرلمان الفرنسي نصًا يدعو إلى إلغاء الاتفاقية التي تمنح الجزائريين حقوقًا خاصة في فرنسا. كما تحدث تبون عن التعديل المحتمل للدستور الحالي لتحقيق أهداف الشهداء وبناء دولة ديمقراطية.
على الصعيد الداخلي، أعلن تبون عن تحريات داخل السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات والكشف عن التصرفات التي أدت إلى تضارب في إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. كما لم يستبعد إجراء انتخابات عامة مبكرة إذا تطلبت الظروف ذلك. تأكيده على عدم وجود سجناء رأي في الجزائر، وإطلاق “حوار وطني” بين نهاية 2025 وبداية 2026، يعكس التزامه بتعزيز الديمقراطية والشفافية في البلاد.