سرطان البروستاتا، ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، يبدأ مع البلوغ، وينتهي بمرحلة الشيخوخة، ويكون نموه بطيئاً، وهو غدة صغيرة بحجم حبة الجوز، تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم، وظيفتها الأساسية إنتاج السائل المنوي.
وقدرت بعض الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذكور المراجعين لعيادات المسالك البولية، تكون مراجعاتهم لعلاج مشكلات البروستاتا التي تشخص بحسب الأطباء المختصين الذين تحدثوا إلى «عكاظ» إلى ثلاثة تشخيصات؛ التهابات حادة ومزمنة تبدأ بالحدوث بدءاً من مرحلة البلوغ، فيما يظهر التضخم الحميد بعد سن الخامسة والأربعين، وتتمثل أعراضها في صعوبة التبول أو ضعف تدفق البول، والحاجة المتكررة للتبول، خصوصاً في الليل، والشعور بألم أو حرقة أثناء التبول، ووجود دم في البول أو السائل المنوي، وألم في أسفل الظهر أو الحوض.
أنت ثمانيني.. انتبه !
قال الأطباء المختصون: إن مسبباتها تختلف بحسب نوع المشكلة؛ منها التقدم في العمر كأحد أهم عوامل الإصابة، وإن المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا لا تظهر أي أعراض، والسبب أن الورم يكون صغيراً ومحصوراً في غدة البروستاتا، وعندما يبدأ السرطان في النمو والانتشار تظهر الأعراض، وتختلف فترة العلاج بحسب نوع الإصابة وفترات التنويم بالمستشفى ونوعية العلاج.
ويطالب الأطباء المختصون عبر «عكاظ»، بأهمية زيادة الوعي بمسببات المرض، وكيفية معالجته في ظل ارتفاع معدلات الإصابة به عن السنوات السابقة، وعزوا المرض إلى الإفراط في تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة واللحوم المصنعة ومنتجات الحليب والتدخين.
وأشارت الإدارة العامة للتثقيف الإكلينيكي بوزارة الصحة، إلى أن تضخم البروستاتا يصيب نحو 8% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و40 عاماً، ويصيب نحو 80% من الرجال في عمر الثمانين، وأن عوامل الخطورة تتمثل في التقدم بالعمر، والتاريخ العائلي، والإصابة بداء السكري، أو مرض القلب، والسمنة.
الدواء.. الجراحة.. الإزالة
الاستشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور أيمن عيسى السليماني، أوضح لـ«عكاظ» أن سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، وعادة ما يكون بطيء النمو. والبروستاتا غدة صغيرة بحجم حبة الجوز، تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم.وتختلف مسببات سرطان البروستاتا بحسب نوع المشكلة، وتشمل: تضخم البروستاتا الحميد، وهو تضخم غير سرطاني يصيب معظم الرجال مع تقدمهم في العمر، والتهاب البروستاتا، وهو التهاب يمكن أن يكون حاداً أو مزمناً، وينتج عن عدوى بكتيرية في الغالب، أما سرطان البروستاتا فهي خلايا سرطانية في غدة البروستاتا.
ويمكن أن تكون طبيعة الخلايا التي قد تنمو في البروستاتا حميدة أو خبيثة، فالخلايا الحميدة غير سرطانية، ويمكن أن تسبب مشاكل صحية مثل تضخم البروستاتا الحميد، أما الخلايا الخبيثة السرطانية، فيمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وأوضح استشاري المسالك البولية الدكتور أيمن السليماني، أن نشأة الأورام الحميدة للبروستاتا تحدث نتيجة لتضخم غير طبيعي في غدة البروستاتا، والتضخم ليس سرطانياً، ويمكن أن يسبب مشكلات في التبول. وعلاج تضخم البروستاتا الحميد يعتمد على شدة الأعراض، وتشمل خياراته الأدوية لتخفيف أعراض التبول، والجراحة لإزالة جزء من غدة البروستاتا في الحالات الشديدة.
كيف تكتشف الورم؟
رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور السليماني، أكد أن الخلايا السرطانية الخبيثة للبروستاتا تحدث عندما تبدأ غير الطبيعية في النمو والانتشار خارج غدة البروستاتا، والعلاج يعتمد على مرحلة السرطان وعمر المريض وصحته العامة، ومن الحلول الجراحة لإزالة غدة البروستاتا، والعلاج الإشعاعي لقتل الخلايا، والعلاج الهرموني لتقليل مستويات الهرمونات التي تغذي الخلايا السرطانية، والعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. والخلايا السرطانية للبروستاتا تنتشر وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية الدموية والجهاز الليمفاوي. وأكثر الأماكن شيوعاً لانتشار سرطان البروستاتا هي: العظام، والغدد الليمفاوية، والرئتان، والكبد.
وأوضح استشاري المسالك البولية الدكتور السليماني، عدة طرق لفحص وتحديد درجة الإصابة بسرطان البروستاتا، منها فحص البروستاتا الشرجي، حيث يقوم الطبيب بفحص غدة البروستاتا من خلال المستقيم، واختبار مستضد البروستاتا النوعي، وهو اختبار دم يقيس مستوى بروتين PSA الذي تنتجه غدة البروستاتا، وخزعة البروستاتا بأخذ عينة من أنسجة البروستاتا لفحصها تحت المجهر، والفحوصات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، وذلك لتحديد مدى انتشار السرطان.
الشباب يتعافون.. أسرع
استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور السليماني، يرى أن التقدم في عمر الإنسان، يشكل أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بمشكلات البروستاتا، وأن المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا قد لا تظهر فيها أي أعراض، والسبب يعود إلى أن الورم يكون صغيراً ومحصوراً في غدة البروستاتا، وعندما يبدأ السرطان في النمو والانتشار تظهر الأعراض، ووقت التعافي بعد الجراحة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الجراحة، فمثلاً «كحت» البروستاتا بالمنظار يحتاج للبقاء ثلاثة أيام بالمستشفى، وتبخير البروستاتا يحتاج إلى يوم واحد، والقسطرة البولية لمدة 10 أيام، أما تدبيس البروستاتا فيحتاج إلى بقاء المريض يوماً واحداً، والخروج دون قسطرة، وإزالتها بالفتح الجراحي يحتاج إلى خمسة أيام، وفي حال استخدام الليزر ثلاثة أيام، وبالنسبة للجراحة الروبوتية غالباً ما تسمح بالتعافي أسرع من الجراحة المفتوحة التقليدية، وعموما المرضى الأصغر سناً والأكثر صحة عادةً يتعافون بشكل أسرع. وبالنسبة للتعافي قد يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، إذ يتمكن المريض من استئناف الأنشطة الخفيفة، أما التعافي الكامل فقد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر حتى يستعيد المريض وظيفة التبول الطبيعية وممارسة واجباته العادية.
وعن التخلص من مرض البروستاتا بالمضادات الحيوية قال استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور السليماني: المضادات الحيوية تستخدم لعلاج التهاب البروستاتا الناتج عن عدوى بكتيرية، أما تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا فهما ليسا ناتجين عن عدوى بكتيرية، وبالتالي لا يمكن علاجهما بالمضادات الحيوية.
هل تؤثر على الإنجاب ؟
استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور أحمد توفيق يقول: قدرت بعض الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذكور المراجعين لعيادات المسالك البولية يستهدفون علاج مشكلات البروستاتا. وبصفة عامة يمكن تقسيم مشكلات البروستاتا الشائعة الى ثلاثة تشخيصات شائعة هي: (حادة و مزمنة تبدأ من مرحلة البلوغ)، و(تضخم حميد يظهر بعد سن الخامسة والأربعين)، و(أورام الخبيثة بالبروستاتا).
ويعرف استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور توفيق، البروستاتا بأنها غدة تحيط بالجزء الداخلي من مجرى البول، وتقوم بوظيفتين أساسيتين هما دفع السائل المنوي أثناء القذف للأمام، وإفراز جزء كبير من ذلك السائل به مواد منظمة لحركة الحيوانات المنوية. وعن تأثير استئصال البروستاتا على صحة الرجل يقول الاستشاري الدكتور توفيق: إن أكثر الحالات التي تستدعي استئصالها جراحياً أو بالمناظير هي المتضخمة، سواء كان التضخم حميداً أو خبيثاً، والاستئصال بسبب التضخم الحميد (وهو الأكثر شيوعاً) لا يؤثر على واجبات الرجل، ولكن يصاحبه نقص شديد في حجم السائل المنوي، ونقص القدرة على الإنجاب، أما استئصال سرطان البروستاتا الخبيث، فيتم بطريقة قد تؤثر على واجبات الرجل لفترة طويلة وقد تمنع الإنجاب.
زيت القرع والنخيل المنشاري
ويصنف استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور توفيق، الالتهابات إلى أربعة أنواع: أساسية حادة، مزمنة بكتيرية، ومزمنة غير البكتيرية (وتشكل 95% من المرضى)، والنوع الأخير قد يكتشف بالصدفة ودون أعراض، مشيراً إلى وجود بعض المستخلصات العشبية للعلاج مثل: زيت بذور القرع، وزيت النخيل المنشاري، التي قد تقلل من أعراض البروستاتا، منبهاً إلى أن الجلوس وعدم الحركة لفترات طويلة وبطريقة متكررة يتسبب في حدوث احتقان أو التهاب مزمن في البروستاتا، وهذا ما أكدته بعض الدراسات التي أشارت أيضاً إلى أن بعض أدوية البروستاتا قد تسبب نقصاً في السائل المنوي، وتمنع الإنجاب، لذا يجب تغييرها حتى لا تؤثر على فرص الإنجاب.
احرصوا على التشخيص المبكر
عن أعراض البروستاتا، قال استشاري جراحة المسالك البولية والمناظير الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جدة الدكتور ماجد منصور سجيني لـ«عكاظ»: إنها أعراض مختلفة سواء كانت تضخماً حميداً أو التهابات أو سرطان البروستاتا فقد تتسبب في بعض الأحيان في حرقان في البول أو صعوبات في التبول أو تكرار التبول، وخصوصاً في الليل أو انحباس البول أو وجود نزيف أو دم وغيرها، وقد لا تكون هناك أي أعراض في المراحل الأولى.
ومن أبرز عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة: التقدم في العمر، والعوامل الوراثية والتاريخ العائلي، لذلك فإن الفحص الدوري يعتبر خطوة مهمة لتشخيص وعلاج مختلف أمراض البروستاتا، خصوصاً أن المرض لا يظهر أي أعراض في مراحله المبكرة، لذلك يجب الالتزام بإجراء الفحص السنوي للبروستاتا الذي يتضمن تحليل مستوى البروستاتا في الدم، وفحص المستقيم الإكلينيكي بعيادة المسالك البولية بواسطة الطبيب؛ لما له من أهمية كبيرة في التشخيص في مراحله الأولى، وذلك لتحقيق السيطرة التامة على المرض والحد من حدوث مضاعفات أو تطور المرض وانتشاره، وبالتالي تقليل معدلات الوفيات الناتجة عنه.
ويطالب استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور سجيني، بتعزيز التوعية الصحية لما لها من التأثيرات الواضحة على الرجال، خصوصاً مع التقدم في العمر، ونظراً إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا عن السنوات السابقة أصبح من الضروري زيادة الوعي عن مختلف أمراض البروستاتا وأعراضها وطرق تشخيصها، وأحدث أساليب العلاج المتاحة، مع أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، فبعض الدراسات تشير لأهمية عدم الإفراط في تناول الدهون المشبعة واللحوم المصنعة ومنتجات الحليب، وتجنب السمنة وزيادة الوزن والتدخين، والتأكد من عدم الإصابة بانخفاض مستوى فيتامين (D) بالدم، الذي يعتبر مهما جداً للوقاية من كثير من الأمراض والأورام.
نزيف وآلام بمنطقة الحوضالأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جدة الدكتور سجيني، استعرض أحدث التقنيات العلاجية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، وسرطان البروستاتا، ويرى أن هذه التقنيات الأكثر فعالية منها التبخير أو التدبيس أو تقشير البروستاتا بالليزر، إلى جانب استخدام الروبوت أو جراحات الرجل الآلي كأحدث التقنيات العلاجية الجراحية المتوفرة حالياً لاستئصال البروستاتا الكلي أو الجذري الخبيث، التي تعتبر من العمليات الدقيقة والمتطورة، التي تقلل بشكل كبير أو تمنع حدوث مضاعفات ما بعد العملية، مثل: الضعف الجنسي أو سلس البول بعد خضوع المريض للعملية الجراحية.
ويشدد استشاري المسالك البولية الدكتور سجيني، على أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي والتحاليل دورياً للرجال مرة كل عام بعد سن الخمسين للكشف المبكر، وعدم التردد في استشارة الطبيب المختص عند ظهور أي أعراض بولية أو نزيف بولي أو آلام بمنطقة الحوض أو آلام بالعظام وغيرها لتقييم الحالة.
أخبار ذات صلة