قد يبدو غريباً أن تنجح ممثلة نشأت في كندا، وتعيش في بيئة بعيدة كل البعد عن تفاصيل الثقافة النجدية، في تقديم شخصية الأم السعودية القديمة بإتقان لافت. لكن عائشة كاي فعلت ذلك في شارع الأعشى، ولم يكن مجرد تقمص ظاهري للدور، بل كان انغماساً حقيقياً في روح الشخصية، وكأنها تعيش داخل القصة وليس فقط تؤديها.

ما يميز أداء عائشة كاي، أنها لم تلجأ إلى المبالغة المعتادة في تقديم صورة الأم التقليدية، ولم تسقط في فخ الاستعراض المسرحي الذي يُفقد الشخصية واقعيتها. على العكس، قدمت دورها بعفوية تجعل المشاهد يشعر أنه يرى شخصية حقيقية، بملامحها وانفعالاتها الطبيعية، دون أن يطغى عليها الأداء المصطنع أو المبالغات الدرامية. هذا الأسلوب هو ما يجعلها مختلفة عن كثير من الأسماء المتكررة في المشهد الدرامي، حيث تعتمد على إحساس المشهد بدلاً من قوة الأداء المفتعل.

مع هذا الظهور القوي، يبرز السؤال: هل يمكن أن تصبح عائشة كاي من الأسماء التي تلتهم الأضواء وتأخذ مكانها في الصف الأول للدراما السعودية؟

الإجابة تعتمد على عاملين رئيسيين هما الاستمرارية والتنوّع: فنجاحها في شارع الأعشى يثبت امتلاكها الموهبة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تقديم أدوار مختلفة بنفس العمق والصدق، وعدم حصرها في قالب معين، وحجم الفرص المتاحة، فالمشهد الدرامي السعودي ما زال يدار وفق معايير مضطربة تعتمد على الأسماء الراسخة أو القوالب الجاهزة، ما قد يجعل صعود وجه جديد بهذا الأسلوب الهادئ والرصين تحدياً كبيراً.

لكن إن أُتيحت لها الفرص المناسبة، فهي تملك الأدوات التي تضعها في مقدمة المشهد النسائي، وتكون الاسم الذي يكسر احتكار النجمات المعتادات على البطولة، ويقدّم بديلاً جديداً للتمثيل النسائي بعيداً عن القوالب المستهلكة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version