تدور الأحداث في عالم كرة القدم حيث تبرز الروح الرياضية كقاعدة ذهبية في جميع المنافسات، لكن في بعض الأحيان يحل الانتقام مكان الروح الرياضية، ويصبح الميدان الحقيقي للصراع هو المطارات والطرق الوعرة. تحولت مباراة بين نيجيريا وليبيا في تصفيات كأس الأمم بالمغرب 2025 إلى مشهد قاس يعكس سلسلة من المعاملة بالمثل.
عندما وصل منتخب ليبيا إلى نيجيريا للعب مباراة الذهاب، واجهوا ظروفا قاسية من احتجاز ونقل في ظروف سيئة، مما دفع القائد الليبي لوصف التجربة بالمحفوفة بالمخاطر وسوء المعاملة. في المقابل، لدى وصول منتخب نيجيريا إلى ليبيا لخوض مباراة الإياب، تم تحويل مسار طائرتهم إلى مطار مهجور بعيد عن موقع المباراة، ما يعد رد فعل ليبيا على المعاملة التي تلقوها في نيجيريا.
وجد لاعبو منتخب نيجيريا أنفسهم ضحايا للانتقام الذي تعرض لهم الفريق الليبي، إذ احتُجزوا في مطار مغلق لأكثر من 13 ساعة دون وجود أي تسهيلات أو رعاية. كانت هذه الأحداث رسالة واضحة من ليبيا إلى نيجيريا بأنها تعامل بالمثل لما تعرض له المنتخب الليبي في نيجيريا. تحولت المباراة بينهما من منافسة رياضية إلى حرب استعدادا للثأر.
تعكس هذه الأحداث تحديات تواجه كرة القدم الإفريقية بسبب غياب التنظيم والتنسيق الفعّال بين الدول. قد يكون الانتقام وسيلة لإضعاف الفرق الآخرى، لكنه في الواقع يؤثر سلبا على سمعة اللعبة ويزيد من الانقسامات بين المنتخبات. يأتي هذا تحت الضوء المطالبة بتدخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بتبني بروتوكولات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وضمان معاملة الفرق بكرامة واحترام.
يجب أن تكون كرة القدم مساحة للتنافس الشريف والاحترام المتبادل بين الفرق، وينبغي للاتحادات القارية والدولية أن تتخذ إجراءات جادة للحفاظ على روح الرياضة. الحادثة بين نيجيريا وليبيا تثير تساؤلات عن مدى استمرار دورة الانتقام في كرة القدم الإفريقية وضرورة العودة إلى قيم اللعبة وتقديرها كرمز للتفاني والإبداع والوحدة بين الشعوب.