تبين أن الهجوم المفاجئ الذي شهدته إسرائيل في السابع من أكتوبر عام 2023 كشف عن فجوة كبيرة في معلومات الاستخبارات الأمريكية حول غزة وحركة حماس. وأظهر تقرير لصحيفة بوليتيكو الأمريكية أن الولايات المتحدة كانت تعتمد بشكل كبير على إسرائيل للحصول على معلومات داخلية عن غزة، وأن الإسرائيليين فشلوا في تقديم تحذيرات كافية للولايات المتحدة بشأن الهجوم.

تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة كانت تعاني من صعوبة في جمع معلومات استخباراتية عن حماس منذ فترة طويلة، ولذلك زادت عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في غزة بشكل كبير بعد الهجوم المفاجئ في أكتوبر. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات في النظام الاستخباراتي بشأن نوع المعلومات اللازمة لحل الصراع.

عقب الهجوم، اضطلعت الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن بجمع المعلومات الاستخبارية حول الأزمات الأخرى في العالم مثل الصراع بين حزب الله وإسرائيل، والحرب في أوكرانيا، والتهديدات الصينية. ومن المهم تحسين قدرة الاستخبارات الأمريكية على فهم الديناميكيات السياسية الداخلية لحركة حماس وتكتيكاتها العسكرية لضمان الاستجابة الفعالة للتحديات.

رغم التحسينات التي تمت في نظام الاستخبارات الأمريكي خلال العام الماضي، تظل هناك صعوبات في فهم تكتيكات حماس وتحليل الديناميكيات السياسية الداخلية للحركة. وبالتالي، من الصعب على البيت الأبيض العثور على الصيغة المناسبة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وحل الصراع بشكل دائم.

يعود جزء من فشل الاستخبارات الأمريكية في غزة إلى الاعتماد الكبير على الإسرائيليين للمعلومات الاستخبارية عن المنطقة منذ التسعينيات. وعلى الرغم من محاولات السدّ فترة الفجوة في المعلومات، فإن الهجوم الأخير كشف فشلاً استخبارياً أمريكيًا وإسرائيليًا، مما يستدعي تحسين الجهود المشتركة لجمع وتحليل المعلومات.

تبقى تحديات الاستخبارات الأمريكية في غزة هامة لضمان فهم دقيق للوضع السياسي والعسكري في المنطقة. ومن المهم تعزيز القدرات الاستخباراتية لضمان عدم تكرار الفجوات التي أدت إلى الهجمات المفاجئة في الماضي. يجب على صانعي القرار العمل على تقديم إجابات فعالة وسريعة لتحقيق الاستقرار والسلام في غزة والمنطقة بشكل عام.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.