اتهم بوريل الولايات المتحدة بالإفلات من مسؤولياتها في التصدي للوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، حيث حذر من أن مقتل العديد من الفلسطينيين قد يحدث خلال هذا الشهر المهلة التي منحتها لها الولايات المتحدة لتحسين الوضع في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي أنه يجب على إسرائيل اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة في غضون الشهر المقبل، أو ستواجه عواقب قد تصل إلى قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية. وقد دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بشكل قوي منذ بدء الهجمات على غزة في أكتوبر 2023، وهو الموقف الذي أثار انتقادات واسعة داخل وخارج الاتحاد الأوروبي.
جاء التصريح المثير للجدل من بوريل خلال اجتماع قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل مهلة شهر لتحسين الدعم الإنساني لغزة. وعلى الرغم من تقديم الدعم العسكري والسياسي القوي لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة، فإن هذا التصريح يعكس القلق العالمي إزاء الأوضاع الإنسانية المروعة في غزة والتي تعاني من قصف دموي وحصار مشدد منذ أكثر من أسبوعين.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأيرلندي على أن الاتحاد الأوروبي لم يبذل ما يكفي من الجهود لوقف العنف في غزة، وأعرب عن استعداده للتعاون مع إسبانيا من أجل تغيير الأساليب المستخدمة في التعامل مع أزمة غزة. كما أشار إلى أهمية التواصل مع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين لتحقيق وقف لإطلاق النار والعمل نحو تحسين الدعم الإنساني في المنطقة.
من جانب آخر، انقسمت الدول الأوروبية حول كيفية التعامل مع العنف في غزة، حيث أعرب المستشار الألماني عن أهمية احترام أمن إسرائيل وضرورة دعم قدرتها الدفاعية. في المقابل، دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف توريد الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد الفلسطينيين في غزة، مما يعكس الانقسامات الواضحة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية المثيرة للجدل.
وفي الوقت نفسه، يستمر الجيش الإسرائيلي في شن هجماته على شمال قطاع غزة، مع فرض حصار مشدد يمنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية. ومع استمرار تصعيد العنف وسط مخاوف من احتمالية تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر، يبقى العالم مشددا على ضرورة التدخل السريع والفعال لوقف المأساة الإنسانية في غزة وإنهاء القتل الجماعي واحترام حقوق الإنسان.