أعلن بنك الإمارات للطعام عن شراكة إستراتيجية مع المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء “نعمة “، تهدف إلى تعزيز دعم الفئات المستحقة والمساهمة في استدامة البيئة من خلال تنظيم مبادرتَين رائدتَين تهدفان إلى إدارة فائض الطعام والحدّ من هدره، وإيصاله إلى أكبر عدد من الشرائح المستهدفة داخل الدولة، وذلك في إطار تفعيل المبادرات الخيرية والإنسانية خلال شهر رمضان المبارك لعام 2025.
– المبادرة الأولى: مليون وجبة طعام من فائض الغذاء الذي لم يمس
تهدف هذه المبادرة لتوفير مليون وجبة من الغذاء الفائض للفئات المستحقة في المجتمع خلال الشهر الفضيل، وذلك للعام الثالث على التوالي، وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية دولة الإمارات لتعزيز المسؤولية الاجتماعية والبيئية، خاصةً مع إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع.
وتتضمن الشراكة بين بنك الإمارات للطعام والمبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء “نعمة” التنسيق مع أكثر من 75 منشأة فندقية، لجمع وتوزيع الغذاء الذي لم يمس على الفئات المستحقة، حيث سيشارك في تنفيذ المبادرة في إمارة دبي دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
كما تركز المبادرة على إدارة فائض الطعام بشكلٍ آمن وفعّال للحدّ من هدره وذلك من خلال جمع فائض الطعام الصالح للاستهلاك من قبل البنك وإعادة توزيعه على المستفيدين في الدولة، وتحويل الغذاء غير الصالح للاستهلاك إلى زيوت وسماد زراعي بالتعاون مع تطبيق “ريلوب” من شركة إيسايكلس إنترناشيونال لإعادة التدوير، بما يسهم في الحفاظ على البيئة ويدعم مبادئ الاقتصاد الدائري.
وتعد مبادرة “مليون وجبة من فائض الغذاء”، من أبرز المبادرات التي تهدف إلى إنقاذ الغذاء وتحويله عن مسار الطمر خلال شهر رمضان المبارك، خصوصاً وأنها كانت قد بدأت في عام 2022، إذ شهدت زيادة بنسبة 75% في الفنادق المشاركة بين عامي 2022 و2024، وتشير البيانات إلى تقليل هدر الغذاء وإعادة توجيهه بنسبة 47% في بعض هذه الفنادق خلال نفس الفترة.
ويعكس ذلك فعالية المنهجية الوطنية لمبادرة “نعمة” وأهمية دور بنك الإمارات للطعام في الحد من هدر الطعام، حيث تم توفير المئات من حاويات جمع وفرز الغذاء المهدر من المصدر، واستفاد أكثر من 400 فرد من طواقم الطهي والضيافة في الفنادق المشاركة من التدريب المتخصص خلال عام 2024، بالإضافة إلى توفير عدد قياسي من الوجبات الفائضة التي لم تمس للمستحقين. إلى جانب تحقيق معدل فصل دقيق لبقايا الغذاء خلال شهر رمضان الماضي، والتي تم تحويلها إلى ما يزيد عن 46 ألف كيلوغرام من السماد العضوي.
– المبادرة الثانية: توفير ثلاجات مجتمعية في إمارة دبي
وفي إطار تعزيز التعاون المجتمعي، يدعم بنك الإمارات للطعام مبادرة “نعمة” لتوفير مجموعة من “ثلاجات نعمة المجتمعية” في مواقع إستراتيجية في إمارة دبي، بحيث تكون هذه الثلاجات سهلة الوصول من قبل الأفراد والفئات المستهدفة. وتحتوي هذه الثلاجات على فائض الطعام الذي لم يمس المقدم من الفنادق، حيث يقوم بنك الإمارات للطعام ومبادرة “نعمة” بإدارة عملية جمع الطعام وتوزيعه في هذه الثلاجات بطريقة آمنة. وتستهدف المبادرة توفير الطعام للمستحقين والمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك، مع ضمان أن عملية التوزيع تتم بشكل سليم.
وصرحت خلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات وأمين عام لجنة مبادرة “نعمة”، قائلة: “يعد التعاون بين مبادرة “نعمة” وبنك الإمارات للطعام خطوة مهمة نحو توحيد الجهود، لتعزيز استدامة الموارد والحد من هدر الغذاء في المجتمع. من خلال هذه الشراكة، نعمل معًا على تطوير حلول مبتكرة ومدعومة بتطبيقات التكنولوجيا لتوزيع الطعام بشكل آمن وفعال، مما يعكس التزامنا العميق بتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وحماية البيئة، وتحقيق أهداف دولة الإمارات في تقليص هدر الغذاء بشكل كبير. بعد النجاح الذي حققناه العام الماضي، فإننا نتطلع إلى تحقيق نتائج أكبر هذا العام، مما يساهم في تقدمنا نحو هدفنا الطموح بتقليص هدر الغذاء بنسبة 50 في المائة بحلول 2030″.
واختتمت، قائلة: “من خلال العمل الجماعي، يمكننا إحداث تأثير هادف، وضمان عدم هدر أي غذاء، مع الحفاظ على قيم الكرم والامتنان والاستهلاك الواعي خلال شهر رمضان المبارك وما بعده”.
من جهتها، قالت منال بن يعروف، رئيس الفريق التنفيذي لبنك الإمارات للطعام: “يسعدنا التعاون مع مبادرة “نعمة” هذا العام الذي يستكمل سلسلة شراكة ناجحة على مدار الأعوام السابقة تجمعنا أهداف إنسانية وخيرية سامية ومشتركة نطمح من خلالها إلى الحدّ من هدر الغذاء وإعادة توزيعه، ووضع خبرتنا الطويلة مع باقي الشركاء في إطار الهدف الوطني الجامع الذي تسعى مبادرة نعمة إلى تحقيقه. إن هذا التعاون ليس مجرد شراكة في مبادرة إنسانية، بل هو جزء من رؤية إستراتيجية طويلة الأمد تسعى إلى معالجة قضية هدر الغذاء في دولة الإمارات بشكل شامل ومستدام، ويواكب مستهدفاتنا في بنك الإمارات للطعام ورؤيتنا في تحقيق الريادة والاستدامة في مجال إدارة فائض الطعام وجمعه وحفظه وإيصاله بأعلى جَودة للمستحقين أينما كانوا وفي أي وقت، في انعكاسٍ لبوادر الخير وقيم العطاء التي يقوم عليها نهج البنك منذ انطلاقته”.
وفي سياقٍ متصل، قال يوسف لوتاه، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية المؤسسية والأداء في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ورئيس لجنة الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية في الدائرة: “إنّ مشاركتنا مع 56 فندقاً في دبي في مبادرتي (توفير مليون وجبة طعام من فائض الغذاء الذي لم يمس)، وكذلك (توفير ثلاجات مجتمعية في إمارة دبي) تؤكد التزامنا الراسخ في إحداث تأثير إيجابي في البيئة والمجتمع، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 وكذلك الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة في جعل دبي المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة”.
وأوضح لوتاه أن دعم مثل هذه المبادرات يسهم في الحفاظ على البيئة ويقلل التأثيرات السلبية على الموارد الطبيعية، ويرسخ من ثقافة حفظ النعمة والاستهلاك المسؤول والعمل المجتمعي لاسيما خلال شهر رمضان المبارك وما بعده. كما أنها تنسجم مع مبادرة “دبي للسياحة المستدامة” لتحقيق الأهداف البيئية والاستدامة.
وأعرب لوتاه عن شكره للشركاء في قطاع الضيافة على استجابتهم ومشاركتهم في المبادرات التي تدعم الاستدامة البيئية وتحقق الرفاه والتكافل الاجتماعي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال حسين موسى، المدير التنفيذي في مول الإمارات لدى ماجد الفطيم العقارية: “نسعى في ماجد الفطيم باستمرار لإحداث تأثير إيجابي أعمق في مجتمعاتنا، وتنسجم مبادرة ثلاجات نعمة المجتمعية تماماً مع التزامنا بالاستدامة وإدارة الموارد. ومن خلال توفير ثلاثة مواقع استراتيجية للثلاجات في مول الإمارات وضمان حصول العمال على وجباتهم بسلاسة، تمكّنا من المساهمة في مبادرة تدعم المحتاجين وتسهم بدور فاعل في الحد من هدر الطعام”.
يُعد التعاون بين بنك الإمارات للطعام ومبادرة “نعمة الوطنية” تجسيداً حقيقياً للجهود المشتركة في دعم المجتمع الإماراتي وتعزيزًا للوعي حول أهمية الاستدامة والحد من هدر الغذاء.