ستستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل القمة الأولى التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي بالاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز التعاون الثقافي والسياسي والاقتصادي بين البلدين. ومن المتوقع أن تشهد القمة مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة ورئيس وزراء، وتركز على تحسين الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، إلى جانب مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والبيئية.
ومن المقرر أن تناقش القمة ملفات هامة مثل الطاقة والبيئة والتكنولوجيا، وسبل تحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني التقنيات الحديثة. كما ستتناول القمة التحديات الأمنية المشتركة مثل مكافحة الإرهاب وضمان أمن الملاحة البحرية، بالإضافة إلى التصدي للتهديدات السيبرانية التي تؤثر على الاقتصادات الوطنية.
وتستند العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي على اتفاقية تعاون تم توقيعها في عام 1989، وتدعو إلى تعزيز الحوار بين البلدين حول العلاقات الاقتصادية وتغير المناخ والطاقة والبيئة والبحوث. ورغم وجود مفاوضات متعثرة بشأن اتفاقية التجارة الحرة، يوجد جهود لإعادتها إلى المسار الصحيح والتوصل إلى اتفاق ملزم للجانبين.
وتعتبر دول المجلس الخليجي التاسعة أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، مع تبادل تجاري يصل إلى 174 مليار يورو في عام 2022. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى أن الاستثمارات الأوروبية في مجلس التعاون الخليجي تبلغ 180 مليار يورو، مما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ومن المهم للبلدين التركيز على التعاون في مجالات مثل الابتكار والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وذلك لدعم التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية والأمنية. ومن المرتقب أن تسهم القمة في تعزيز الشراكة الاقتصادية وتقديم حلول لقضايا البيئة والطاقة والأمن التي تواجه البلدين.
وفي ختام القمة، يأمل المشاركون في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتوصل إلى اتفاقيات تعاون ملموسة في مجالات متنوعة تخدم مصلحة البلدين وتعزز استقرار المنطقة بشكل عام. ويعد تواجد القطاع الخاص ذا أهمية كبيرة في تحقيق هذه الأهداف من خلال تبادل التجارب والموارد وتعزيز التعاون في مجال الاستثمارات والتكنولوجيا.