ذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مسؤول أوكراني مطلع أن المخابرات العسكرية الأوكرانية كانت وراء هجوم استهدف حاملة صواريخ تابعة للبحرية الروسية في بحر البلطيق. وأكد هذا المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الهجوم نُفذ عن طريق عملاء أوكرانيين، دون أن يشير الجيش الروسي أو مسؤولو الكرملين إلى المسؤولية عن هذا الحادث. يُذكر أن هذا الهجوم يُظهر جهود كييف في ضرب القوات الروسية في مناطق تبعد عن خطوط المواجهة مباشرة.
وأوضحت الوكالة أن الهجوم، الذي لم يتم تأكيده من مصدر مستقل، هو الأول من نوعه الذي تنفذه القوات الأوكرانية في إقليم كالينينغراد الروسي، وهو منطقة قريبة من بولندا وليتوانيا. وكانت المخابرات العسكرية الأوكرانية قد نشرت مقطع فيديو على موقعها على الإنترنت يظهر ألسنة لهب على متن السفينة الحربية “سيربوخوف”، مما تسبب في إحداث أضرار لمعدات الاتصالات والآلات على متن السفينة.
وأكدت المخابرات العسكرية الأوكرانية أن السفينة المستهدفة كانت راسية في قاعدة بحرية في بالتييسك بكالينينغراد، على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود البولندية. وأشارت بلومبيرغ إلى أن كييف تقوم في الأونة الأخيرة بشكل متزايد بضرب الأهداف العسكرية والبنى التحتية على الأراضي الروسية، بما في ذلك هجمات بالطائرات المسيرة أو زرع القنابل من قبل عملاء.
وأشارت بلومبيرغ أيضًا إلى وقوع هجمات مماثلة سابقًا، مثل زرع قنبلة في نفق للسكك الحديدية في سيبيريا في نوفمبر الماضي. تُظهر هذه الحملات الهجومية تصاعد التوتر بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية، وتؤكد تصاعد الصراع بين البلدين.
من المهم أن نذكر أن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا متوترة منذ فترة طويلة، خاصة بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014. وقد زادت التوترات بين البلدين بسبب الأزمة في شرق أوكرانيا ودعم روسيا للانفصاليين الموالين لهناك. ومع استمرار هذا الصراع، يبدو أن العمليات العسكرية ستتصاعد في المستقبل، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
عليه، يجب على المجتمع الدولي المتابعة الدقيقة للتطورات بين البلدين ودعم الجهود المبذولة لتهدئة التوترات وتحقيق الاستقرار في المنطقة. يجب على أوكرانيا وروسيا العمل على حل الخلافات بطرق سلمية ودبلوماسية، لتجنب تصاعد الصراع والتداعيات السلبية التي قد تنتج عنها.