خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت العلاقات بين النيجر وبعض القوى الكبرى تحولات ملحوظة. فقد أفادت وسائل الإعلام الرسمية في النيجر بوصول مدربين عسكريين روس إلى العاصمة نيامي على متن طائرة محملة بمعدات وعتاد عسكري. يأتي هذا الوصول بعد أن ألغى المجلس العسكري الحاكم في النيجر اتفاقات تعاون عسكري مع فرنسا والولايات المتحدة، حيث تهدف هذه الزيارة لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
قد بث التلفزيون النيجري الرسمي لقطات للطائرة العسكرية الروسية وهي تفرغ عتادها في نيامي. وأشار شخص يرتدي زي عسكري أن المدربين الروس قد وصلوا لتدريب جيش النيجر وتعزيز التعاون العسكري بين روسيا والنيجر. بالإضافة إلى ذلك، قررت روسيا نشر نظام دفاع جوي في النيجر لمساعدتها على مراقبة مجالها الجوي، بعد وصول العسكريين الروس والمعدات الحربية لتفعيل اتفاق تدريب مشترك.
أظهرت القرارات الأخيرة التي اتخذها المجلس العسكري الحاكم في النيجر تجاه فرنسا، بما في ذلك إبعاد السفير وإلغاء الاتفاقيات، رد فعلًا على موقف باريس الداعم للرئيس محمد بازوم. أكملت فرنسا عملية سحب قواتها من النيجر في نهاية العام الماضي بعد أن قطعت المجلس العلاقات العسكرية والدبلوماسية معها. وتعتزم فرنسا أيضًا سحب قواتها من النيجر في نهاية العام الجاري.
فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ألغى المجلس العسكري الحاكم الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة بأثر فوري، وذلك بعد زيارة لمسؤولين أميركيين للنيجر. وقد أشارت السلطات النيجيرية إلى أن الوفد الأميركي لم يحترم الأعراف الدبلوماسية، وبالتالي تم إلغاء الاتفاق المتعلق بوجود القوات الأميركية على أراضي النيجر.
يشير هذا التحول الكبير في العلاقات الدولية للنيجر إلى توجه البلاد نحو تشكيل تحالفات جديدة وتوطيد علاقاتها الأمنية مع روسيا، وذلك بعد قطع العلاقات مع فرنسا واتخاذ قرارات ضد الولايات المتحدة. وقد أثار هذا التحول اهتماما كبيرًا، خاصة في ظل الوضع السياسي والعسكري الحالي في النيجر، وقد يكون له تأثير كبير على الوضع الإقليمي والدولي ككل.