أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيرًا عاجلاً من تداعيات توقف الولايات المتحدة عن تمويل جهود مكافحة الملاريا عالميًا، مؤكدا أن هذا القرار قد يكلف العالم حياة 107 آلاف شخص خلال عام 2025 وحده، فضلاً عن تفاقم انتشار المرض الفتاك الذي يهدد ملايين البشر سنويًا.

وقال «غيبريسوس» إنه على مدى العقدين الماضيين، أصبحت الولايات المتحدة أكبر ممول ثنائي لمكافحة الملاريا، حيث ساهمت في منع 2.2 مليار حالة إصابة و12.7 مليون وفاة، مؤكدا بحزن وقلق واضحين أنه «إذا استمر انقطاع التمويل، فقد نشهد هذا العام 15 مليون حالة إصابة إضافية بالملاريا و107 آلاف وفاة، مما يعني محو التقدم الذي حققناه على مدار 15 عامًا».

وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل تعكس مخاطر حقيقية تهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل في المناطق الأكثر فقرًا، خاصة في إفريقيا التي تحمل العبء الأكبر للمرض.

ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة النظر في دعمها للصحة العالمية بعد قرارها بوقف التمويل الإنساني بشكل كبير، مؤكدا أن ذلك الدعم لا ينقذ الأرواح في جميع أنحاء العالم فحسب، بل يجعل الولايات المتحدة نفسها أكثر أمانا من خلال منع انتشار الأوبئة دوليا، كما أنه يخدم مصالحها.

ما هو مرض الملاريا؟

«الملاريا» مرض طفيلي قاتل تنقله بعوضة الأنوفيليس الأنثى، ويُعد من أكثر الأمراض الاستوائية شيوعًا وخطورة، ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية العالمي للملاريا 2024، سُجلت 263 مليون حالة إصابة بالملاريا عالميًا في 2023، مع 597 ألف وفاة، بزيادة 11 مليون حالة عن العام السابق.

أخبار ذات صلة

 

وتتحمل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى النصيب الأكبر، حيث شكلت 94% من الحالات (246 مليون) و95% من الوفيات (569 ألف)، وكان الأطفال دون سن الخامسة الأكثر تضررًا بنسبة 76% من الوفيات في المنطقة، وتشير التقارير إلى أن الملاريا تظل تهديدًا كبيرًا في 83 دولة، رغم أنها مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه باستخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات والأدوية المضادة للملاريا.

ويأتي تحذير «غيبريسوس» في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فبراير 2025، بتجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي كانت تدعم برامج مكافحة الملاريا في أكثر من 30 دولة، بالإضافة إلى تقليص مساهمات الولايات المتحدة في الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، الذي يُعد أكبر ممول عالمي لجهود مكافحة المرض.

وكانت الولايات المتحدة تخصص نحو مليار دولار سنويًا لمكافحة الملاريا عبر مبادرة الرئيس للملاريا (PMI) والصندوق العالمي، مما جعلها ركيزة أساسية في التقدم المحرز منذ عام 2000.

تداعيات محتملة

أشار «غيبريسوس» إلى أن توقف التمويل قد يعرقل توزيع الناموسيات المعالجة، وتأمين الأدوية المضادة للملاريا، وتطبيق اللقاحات الجديدة مثل RTS,S وR21/Matrix-M، التي بدأت 17 دولة أفريقية في استخدامها، كما حذر من أن هذا الانخفاض في الدعم قد يؤدي إلى ارتفاع مقاومة الأدوية والمبيدات الحشرية، مما يفاقم التحديات في المناطق المتضررة التي تعاني أصلاً من نزاعات وتغيرات مناخية تزيد من انتشار البعوض.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.