تواصل مبادرة «بصمات دافئة في شتاء بارد» عامها الرابع، مقدمةً حقائب شتوية تحتوي على معاطف وقفازات وملابس دافئة للفئات المستحقة، وقد أطلق المبادرة أطفال إماراتيون، ثم تحولت إلى مشروع إنساني متكامل بدعم الأسر والجهات المعنية.

وقالت موزة مبارك، والدة الطفلتين عليا وشيخة الكندي صاحبتَي الفكرة، إن المبادرة بدأت بتساؤل بريء طرحه الأطفال، بعد أن لاحظوا معاناة العمال في برد الشتاء، فقرروا أن يقدموا ما يستطيعون، مبينة أن المبادرة تطورت مع مرور السنوات.

وأضافت: «تواصلنا مع الجهات المعنية لتنظيم عملية الوصول إلى العمال والفئات المستحقة، ومع تزايد الإقبال، شهدت المبادرة توسعاً ملحوظاً، حيث انضمت إلينا عائلات عديدة، ثم امتد الدعم ليشمل مؤسسات مثل معهد الفجيرة الوطني للسياقة، ومعهد الفجيرة العلمي، وجمعية الفجيرة الخيرية، وغيرها من الجهات التي أسهمت في توزيع الحقائب هذا العام».

وتؤكد موزة مبارك أن المبادرة التي بدأت بفكرة طفلتين، تحولت إلى مشروع سنوي يواصل نموه عاماً بعد عام، حيث انطلقت في عامها الأول بتوزيع الحقائب الشتوية على 70 عاملاً فقط، لكن مع تزايد الدعم المادي من الأسر والجهات الداعمة، تمكنت من الوصول إلى أكثر من 300 عامل.

وأشارت إلى أن العطاء لا يرتبط بعُمر معين، بل هو قيمة متوارثة تتناقلها الأجيال، ليظل الخير جزءاً أصيلاً من الهوية الإماراتية، ومع كل شتاء، تواصل مبادرة «بصمات دافئة» رسالتها، ناشرة الدفء، ليس عبر الملابس الشتوية فحسب، بل من خلال روح العطاء التي توحد المجتمع تحت مظلة الإنسانية، مؤكدة أن هذه المبادرة ليست الأولى، إنما يقومون كعائلة بتجهيز الحقائب المدرسية مع بداية كل عام، وتسليمها لجمعية الفجيرة الخيرية لتسليمها للفئات المستحقة.

وذكرت والدة طفلة مشاركة في المبادرة، سندية الزيودي: «لم يكن الهدف مجرد توزيع الملابس الشتوية، بل غرس روح التعاطف والتقدير لمن يعملون بجد خلف الكواليس، فالأسرة تلعب دوراً جوهرياً في تنمية هذه القيم، وحين ينشأ الطفل على حب العطاء، يكبر ليكون فرداً مسؤولاً ومبادراً» وأضافت أن لحظة توزيع الحقائب، ورؤية السعادة في عيون المستفيدين، من أجمل اللحظات التي ترسخ في نفوس أبنائنا أن الخير ليس مجرد كلمات، بل فعل وإسهام حقيقي يترك أثراً ممتداً في حياة الآخرين.

من جهتها، استرجعت الطفلة، علياء خميس الكندي، صاحبة الفكرة، بدايات المبادرة قائلة: «لاحظت مع شقيقتي أن بعض العمال لا يملكون ما يقيهم برد الشتاء، فخطرت لنا فكرة تقديم حقائب تحتوي على مستلزمات شتوية، وبدعم من والدينا حولنا الفكرة إلى عمل منظم بالتعاون مع صديقاتنا، ومع مساندة الجهات المختصة استطعنا إيصال الحقائب إلى مستحقيها، فقد كانت لحظة لا توصف، خاصة عندما رأينا الفرحة على وجوه المستفيدين».

وأضافت: «في كل عام، يغمرني شعور بالسعادة عند توزيع هذه الحقائب، التي تتضمن معاطف وقفازات ومستلزمات تسهم في تدفئة العمال، رؤية الامتنان في عيونهم هي أعظم مكافأة لنا».

فيما قالت الطفلة شيخة خميس الكندي، «التطوع جزء أصيل من ثقافة المجتمع الإماراتي، ونحن نشأنا على حب الخير، ونلمس أثره في ابتسامات العمال عند تسلمهم الحقائب الشتوية التي تخفف عنهم برد الشتاء».

إلى ذلك، أكدت الطفلة هيام فهد الحساني أن المبادرة التي بدأت بجهود أسرتين، تحولت إلى رسالة مجتمعية تحمل في طياتها معاني الامتنان والعرفان لدور العمال في بناء المجتمع، موضحة أن تزامن شهر رمضان مع فصل الشتاء هذا العام أضفى على المبادرة بعداً إنسانياً أعمق، حيث يتجسد التكافل الاجتماعي في أبهى صوره، من خلال تقديم الدعم والمساندة للفئات المستحقة، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى التدفئة.

من جهتها، أعربت الطفلة عائشة فهد الحساني عن سعادتها بالمشاركة، مؤكدة أن أجمل ما في هذه المبادرة هو رؤية الفرحة على وجوه المستفيدين، إذ إن بسمة واحدة تعني الكثير، وتؤكد أن الخير، مهما كان بسيطاً، قادر على إحداث أثر إيجابي.

وشددت الطفلة شوق فهد الحساني، على أهمية تضافر الجهود المجتمعية لتعزيز ثقافة العطاء، مؤكدة أن «كل مبادرة، مهما كانت صغيرة، تصنع فارقاً كبيراً»، مشيرة إلى أن هذه التجربة علمتها أن العطاء لا يقاس بحجمه، بل بأثره في حياة الآخرين.

بدوره، عبر الطفل خلفان فهد الحساني عن فخره بالمشاركة في الحملة، قائلاً: «أحب أن أكون جزءاً من مجتمعي، وأؤمن بأن العطاء مسؤولية الجميع، فالإسهام في إدخال الدفء على من يحتاجونه، خاصة في شهر رمضان، تجربة تمنحني شعوراً بالانتماء والرضا».

• أطفال: السعادة تغمرنا عندما نوزع حقائب تتضمن معاطف وقفازات ومستلزمات تسهم في تدفئة العمال، ورؤية الامتنان في عيونهم هي أعظم مكافأة لنا.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.