شهدت شركة “هاينز” الأمريكية اعتذارًا بعد الجدل الذي أثاره إعلانها العنصري الذي تم عرضه في محطات مترو الأنفاق في لندن. تضمن الإعلان سيناريو حفل زفاف بين عروس سمراء وعريس أبيض، حيث انتقد البعض غياب والد العروس من الصورة واعتبروه إهانة لوالدين من ذوي البشرة السوداء. وطالب عدد كبير من البريطانيين بسحب الإعلان واعتذار الشركة عن هذا الخطأ.
بالرغم من الانتقادات التي تعرضت لها الشركة، أكدت “هاينز” أن الإعلان لم يكن مقصودًا لإهانة أي فئة معينة، بل كان جزءًا من حملة احتفال بمحبي المنتج. وأشار الناطق باسم الشركة إلى أن الأفكار في الإعلان مستوحاة من قصص حقيقية لمحبي المنتج. كما أوضح أن الهدف من الإعلان كان إظهار الاختلاف والتنوع بين أصحاب العروق المختلفة.
تفاعل ركاب محطات المترو مع الإعلان بانتقادات واسعة، حيث أشار البعض إلى أن الشركة تحاول تجاوز مسؤوليات الوالدين من ذوي البشرة السوداء. وعبّر أحد المستخدمين عبر منصة اجتماعية عن استيائه من غياب والد العروس من الصورة، معتبرًا أن كل الفتيات السمراوات لهن آباء وأنه لا ينبغي تجاهل هذه الحقيقة.
ردت شركة “هاينز” بسرعة على الموجة الكبيرة من الانتقادات، حيث قدمت اعتذارًا لعملائها وللجمهور عمومًا. أكدت الشركة من خلال ناطقها أن الهدف من الإعلان كان إظهار التنوع واحتفاء بمحبي المنتج، ولم يكن القصد منه أي إهانة. وأبرزت أن هذا الإعلان يعتبر جزءًا من حملة أطلقتها الشركة للاحتفال بالعملاء الذين يختارون منتجاتها رغم تنوعهم.
تواجه الشركات العالمية في الوقت الحالي تحديات كبيرة في التعامل مع الانتقادات التي توجه لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فمع انتشار الوعي والتحسس الاجتماعي، يصبح من الضروري عليها التفكير بعناية في الإعلانات التي تقدمها لتجنب أي تصرف قد يثير الانتقادات ويضر باسم الشركة. وعلى الرغم من أن القصد قد لا يكون سلبيًا، إلا أن الفهم الخاطئ يمكن أن يتسبب في آثار سلبية على صورة العلامة التجارية.
في النهاية، يجب أن تكون الشركات حذرة في اختيار الرسائل التي ترغب في توجيهها لجمهورها، والتأكد من أنها تعكس قيم التنوع والاحترام لجميع شرائح المجتمع. يعتبر الاعتذار السريع وتصحيح الخطأ خطوة مهمة في استعادة ثقة العملاء، ويساهم في تقوية العلاقة بين الشركة وجمهورها.