كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات الاستطلاع التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني قد جمعت معلومات استخباراتية فوق قطاع غزة، ويمكن استخدامها كأدلة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية. وأكدت الوزارة أن مقاطع الفيديو أو الصور التي تم الحصول عليها والتي تظهر مشتبها بها في جرائم حرب يمكن تسليمها للمحكمة في حال تقديم طلب رسمي. ويهدف الاستطلاع الجوي البريطاني في غزة إلى مساعدة إسرائيل في تحديد مواقع الأسرى وتنفيذ مهام استطلاع شبه يومية.
بدأت مهام الاستطلاع الجوي البريطاني في غزة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها كتائب عز الدين القسام على مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة. وتتضمن هذه المهام استخدام طائرات “شادو أر 1” المجهزة بأجهزة استشعار كهروضوئية متقدمة وأنظمة تحليل إلكتروني لجمع وتحليل البيانات. وبالرغم من عدم الكشف الرسمي عن عدد الطائرات، إلا أنه يعتقد أن السرب 14 التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني هو المسؤول عن تلك المهام.
تشمل الطائرات الأخرى التي تعمل في المنطقة طائرات “بوسيدون بي-8” للمراقبة البحرية وطائرات “ريفيت جوينت” لجمع الإشارات الإلكترونية. وقد نفذت الطائرات البريطانية أكثر من 250 مهمة استطلاع بالقرب من غزة بين ديسمبر 2023 ويونيو 2024. وتقول الأدلة الاستخباراتية التي تم جمعها غير قصدي إن هناك احتمالا لوجود جرائم حرب في المنطقة قد تكون مرئية وقابلة للتحقيق.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار بتهمة المسؤولية عن جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت. وقررت الحكومة البريطانية عدم الطعن في قرار إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، مما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية. ويعتبر وقوع ضحايا وجرحى بين الفلسطينيين في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية دليلا على وقوع جرائم قد تكون قابلة للتحقيق.
تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بدعم أميركي على غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء، وتسببت في الدمار الهائل للبينة التحتية ومجاعة كارثية. ومشاهد الضحايا والمصابين في غزة توثقها عمال الإغاثة، وتضاف إلى الأدلة التي يمكن استخدامها في التحقيقات. وحتى الآن، لم تكشف الحكومة البريطانية عما إذا كانت ستقدم المعلومات المجمعة من طائرات الاستطلاع الجوي في غزة للمحكمة الجنائية الدولية في إطار التزاماتها الدولية.
