أعلنت بريطانيا يوم أمس عزمها المشاركة في تدريبات عسكرية منتظمة في منطقة المحيطين الهندي والهادي بالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان ابتداءً من عام 2025، وذلك في ظل تصاعد التوترات في بحر جنوب الصين ومضيق تايوان. وأشار وزير الدفاع البريطاني إلى أهمية هذه التدريبات المشتركة في إرسال رسالة قوية إلى أولئك الذين يحاولون تقويض النظام الدولي القائم على القواعد، مؤكداً على أن علاقات الدفاع التي تربط بريطانيا بحلفائها لا تعرف المسافات، وأنها على استعداد لمواجهة أي تهديد في أي مكان في العالم.

وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، ستقوم حاملة الطائرات التابعة للبحرية الملكية “إتش إم إس برينس أوف ويلز” بالانضمام إلى المنطقة لتنفيذ عمليات وتدريبات مع الحلفاء، بما في ذلك زيارة إلى ميناء في اليابان. وقد وعد الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الياباني بالبدء في “حقبة جديدة” للتعاون الإستراتيجي المشترك، مما يعكس التزام الدول الثلاث بزيادة التعاون والتنسيق العسكري في المنطقة.

وفي السياق ذاته، أعلنت أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة عن نيتها العمل مع اليابان وفقا لاتفاقية الأمن المشتركة المعروفة باسم “أوكوس”، التي تجمع بين الدول الأربع لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والفلبين عزمها على إجراء مناورة عسكرية بحرية وجوية مشتركة في بحر جنوب الصين، وهو منطقة تشهد تصاعد التوترات بين الدول المعنية بالسيادة عليها.

تصاعدت التوترات الإقليمية في منطقة المحيط الهادئ خلال العام الماضي، خصوصاً بسبب النزاع حول سيادة بحر جنوب الصين، الذي تتنازع عليه الصين والفلبين واليابان وتايوان. وتأتي هذه الخطوات العسكرية المشتركة في سياق تصاعد التوترات والمطالبات بالسيادة في المنطقة، وتعكس تحالفات جديدة تهدف إلى مواجهة توسع نفوذ الصين البحري وتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول القوية في الصقل قوىها في المنطقة.

في النهاية، تعكس تلك الخطوات العسكرية والتحالفات الجديدة إرادة الدول المعنية بتعزيز الاستقرار والأمن في مناطق التوتر الإقليمية في المحيط الهادئ. ورغم التحديات التي تواجهها هذه الدول في مواجهة التوترات والنزاعات، إلا أن تعزيز التعاون والتنسيق بينها يعكس رغبتها في دعم النظام الدولي القائم على القواعد وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة في المنطقة. ومن المتوقع أن تستمر هذه التحالفات والتدابير العسكرية في المستقبل القريب، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار وتقوية التعاون بين الدول القوية في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version