أظهر تحليل بيانات لوزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية أنخفاضًا حادًا في عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى شمال قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وفي ظل الحاجة الملحة لتلك المساعدات، فإن إجمالي عدد شاحنات المساعدات انخفض بشكل كبير من 1269 شاحنة خلال شهر يوليو/تموز الماضي إلى 923 شاحنة خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي. كما شهد دخول شاحنات المساعدات الغذائية انخفاضًا بنسبة 17% خلال شهر سبتمبر/أيلول، بالمقارنة مع الشهر السابق.
وبالإضافة إلى ذلك، انخفض دخول الطرود الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي بنسبة 54% في شهر سبتمبر/أيلول الماضي مقارنة بالشهر السابق. وهذا الانخفاض في دخول المساعدات والطرود الغذائية يأتي في ظل استمرار هجمات الجيش الإسرائيلي على شمال قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، مما أسفر عن استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين وتركت الجثامين تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وقد حذرت منظمات إغاثة دولية من أن إجبار الفلسطينيين على النزوح قسرا من شمال قطاع غزة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وعرقلة عمليات المساعدات الإنسانية. ويأتي ذلك في ظل الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، حيث تقوم الأخيرة بإرتكاب أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث راح ضحيتها أكثر من 139 ألف شهيد وجريح بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.
وقد خلفت الهجمات الإسرائيلية دمارًا هائلًا في قطاع غزة، بما في ذلك مجاعة أدت لوفاة عشرات الأطفال، ووضع القطاع في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ومن المهم أن تواصل المنظمات الدولية مساعدة الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم اللازم لهم خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة جدًا نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة ولحماية الفلسطينيين من المزيد من التصعيد والأذى. إن القضية الفلسطينية تحتاج إلى حل سلمي وعادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. يجب على المجتمع الدولي العمل بجدية لتحقيق هذه الأهداف لضمان السلام والأمان في المنطقة بأسرها.
