توفى الفنان الكبير حسن يوسف عن عمر ناهز التسعين عاماً، وقد شكّل مساره الفني محطة هامة في تاريخ الفن العربي، حيث اشتهر بأدواره الأيقونية في مسلسلات مثل ليالي الحلمية وإمام الدعاة. كان حسن يوسف يُلقب بـ”الولد الشقي” وقد ارتبط اسمه بأفلامه التي قدمها مع زوجته شمس البارودي. زواج حسن وشمس كان قصة حب ملهمة امتدت من الشاشة إلى الحياة، وتميّز بالتفرغ للعبادة والابتعاد عن الأضواء بعد اعتزال شمس الفن في الثمانينيات. وبعد وفاة ابنهما عبدالله، توجه حسن نحو الحياة الروحية بشكل كامل، معتبراً وفاة ابنه نقطة تحول في حياته.
تزايد الحزن على حسن بفقدانه العديد من زملائه وأصدقائه المقربين، الذين كانوا جزءاً من تاريخه الفني، مثل محمود ياسين وعزت العلايلي. هذه الخسارات المتوالية أثّرت عليه بشكل كبير، فأصبح يفضل قضاء أوقاته في التفرغ للعبادة والتأمل، واعتبر أنه تمكن من تحقيق رضا نفسي على مدار حياته الفنية. وأشار حسن إلى أن أخر ذكرياته وعلاقته مع جمهوره تبقى مرتبطة بالشخصيات التي جسدها على الشاشة وأحبّها.
بعد وفاة حسن يوسف، أدراج الكثير من المقالات والتعليقات عن حياته ومساره الفني، التي امتدت لعقود وشملت أعمالاً مميزة مثل فيلم “الأوصياء” ومسلسل “دونجر الطويل”. لم يكن حسن معروفاً فقط بموهبته الفنية وأدواره البارزة، بل أيضاً بأخلاقه وتفانيه في العمل، وهو ما جعله يحظى بتقدير كبير من جمهوره وزملائه في الوسط الفني. زوجته شمس البارودي كانت دعماً كبيراً له طوال حياته، وقد شهدت علاقتهما بعض اللحظات الرومانسية والمليئة بالحب.
نجح حسن يوسف في ترك بصمة واضحة في عالم الفن العربي، وأثرى المشهد الثقافي بأعماله التي تركت بصمات قوية في قلوب عشاق الفن. عبر عن رضاه وسلامه الداخلي بعد حياة مليئة بالإنجازات والتفاني، وترك خلفه ذكريات جميلة تحتفظ بها الشاشة العربية. ورغم ألم فقدانه لأحبائه وأصدقائه، إلا أنه استمر في الاعتزال الفني والتفرغ للروحانية، مما جعله يتوجه نحو السلام الداخلي والرضا التام مع مسار حياته.