ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. ويرجع هذا الارتفاع إلى استعداد السوق لاحتمال هجوم من إسرائيل على منشآت نفطية في إيران، بعد إطلاق طهران العشرات من الصواريخ نحو إسرائيل. وقد شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعاً كبيراً، حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 5.5٪ ليصل إلى نحو 74 دولاراً للبرميل، فيما ارتفع خام برنت القياسي العالمي إلى ما يقرب من 77 دولاراً.
أدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى حالة من القلق في سوق النفط، حيث تتواصل الأزمات والاضطرابات في المنطقة، مع استمرار عمليات العدوان الإسرائيلي على عدة دول، بما في ذلك لبنان واليمن وسوريا وإيران. وقد أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران ستواجه عواقب عنيفة بسبب هجماتها الصاروخية، مما أثار مخاوف من تصاعد النزاعات في المنطقة.
تشكل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث إمدادات النفط العالمية، ويتخوف التجار من تأثير التوترات الأخيرة على تدفقات النفط، خاصة في حال تعرضت منشآت الطاقة للهجوم. وتشير التوقعات إلى أن هناك احتمالاً لاستهداف البنية التحتية للطاقة، مما يدفع السوق إلى التوقعات بارتفاع أسعار النفط في المستقبل.
من جانبها، تخطط “أوبك بلس” لزيادة إنتاجها بدءًا من ديسمبر المقبل، بعد تأخير لمدة شهرين، في حين أظهرت بيانات رسمية في الولايات المتحدة ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 3.89 ملايين برميل الأسبوع الماضي، في أكبر زيادة خلال 5 أشهر، مما يُظهر توافر الإمدادات الكافية حالياً.
وفي سياق متصل، أكدت معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة، وتحديداً بمقدار 3.9 ملايين برميل إلى 417 مليون برميل، وهو ما يوضح قدرة السوق على تحمل أي اضطرابات. ورغم أن “أوبك” تمتلك الطاقة الاحتياطية الكافية، إلا أنها قد تواجه صعوبات في حال ردت إيران على أي هجوم من إسرائيل.
في النهاية، فإن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يعكس على أسعار النفط العالمية، حيث يعبر المتعاملين عن قلقهم من استمرار التوترات وتأثيرها على التدفقات والإمدادات. ومع استمرار الحرب الاقتصادية والسياسية في المنطقة، فإنه من المتوقع أن تظل أسعار النفط في حالة من التقلبات والارتفاع في الفترة المقبلة.
