عبرت هذا المقال عن قصة رجل سعودي عاش 115 عامًا وتوفي قبل أيام، يُدعى سعيد بن سعد بن مساعد السويلم. كان هذا الرجل يمتلك قيم عميقة ومبادئ قيمة، كان يتمتع بالوقار والابتسامة الساحرة. كان يعيش مع كل الأجيال وكان يتناول القصص معهم حول أماكن سعودية جميلة. ورغم كبر سنه، إلا أنه كان يسطع كالصباح الزاهي وكان ينثر البهجة في كل مكان كما لو كان عودًا معتقًا.
ولد سعيد بن سعد بن مساعد السويلم بعد فتح الرياض بـ19 عامًا، وعاش في زمن الملك عبدالعزيز، مُعبِّرًا عن قوة ورشاقة الجزيرة العربية بعد توحيد المملكة العربية السعودية. كانت حياته تحمل تشوقًا لاستكمال حكاية بلده وحضارته، وكان يتردد في قلبه قدر الإيمان بالوطن والوضوع.
في مراسم العزاء بمنزله بالرياض، التقيت بأبنائه الثلاثة الذين كانوا يحكون قصص والدهم بحب. كانوا يصفون والدهم بأنه كان يعيش بهجة الحياة ويملك إحساسًا جميلًا، وكانوا يتحدثون عن مساهماته الكبيرة وروحه النبيلة. كانوا يعبرون عن فخرهم به وعن الذكريات الجميلة التي قضوها معه.
انتهت حكاية هذا الرجل العظيم الذي عاش مراحل حياة مختلفة، ونجح في السيطرة على مستقبله وتطوير نفسه بسبب تجاربه ووعيه وخبرته. ندعو الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ونعزي عائلته وأحبائه في هذا الوقت العصيب. كانت حياة سعيد السويلم مليئة بالجهود الخيرية والإنسانية التي أثرت على محيطه وجعلته فخورًا بإرثه.
