أقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) للمرة الأولى بتفاجأه بالهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر الماضي على المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لقطاع غزة. جاء هذا الاعتراف في وثيقة أعدها الموساد ونشرتها للطبعة الجديدة من نشرة مركز تراث وإحياء ذكرى الاستخبارات الإسرائيلية، والتي نشرها الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان في صحيفة هآرتس. وأشار ميلمان إلى أن الاعتراف بتفاجئ الموساد يحمل أهمية كبيرة عندما يأتي في منشور رسمي للوكالة، بالرغم من عدم توقيع الوثيقة، إلا أنها تحمل توافقا من مدير الموساد ديفيد برنيع.
وأوضح ميلمان أن الوثيقة تظهر أن الموساد لا يركز على الساحة الفلسطينية في دوره، ولكنه مرتبط بالعديد من الأطراف المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وكشفت صحيفة هآرتس أن تجاهل الموساد لتحركات وتدريبات حماس وتوقف جمع المعلومات عنها كانت أحد أسباب فشل توقع الجيش الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر.
ويعمل الجيش الإسرائيلي على التحقيق في أسباب الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى هجوم حماس في أكتوبر الماضي. ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية بسبب فشله في التنبؤ بالهجمات التي تشنها جماعات المقاومة الفلسطينية. تعرضت حكومته لانتقادات حادة بسبب فشلها في التنبؤ بالعملية العسكرية التي نظمتها كتائب القسام.
وتظهر الوثيقة التي أعدها الموساد أن الجهاز أخفق في استشعار التهديد الذي تمثله حماس، مما أدى إلى توقعات غير دقيقة للأوضاع على الأرض. ويجري الجيش الإسرائيلي تحقيقات مكثفة لتحديد الأسباب الحقيقية وراء فشله في التنبؤ بالهجوم الذي شنته حماس، والتي تشير إلى تقصير في الاستخبارات والتقييم الاستخباراتي.
على الرغم من أن الوثيقة لم توقع، إلا أنها تعبر عن توافق وافق من قبل مدير الموساد ديفيد برنيع. وتبرز الوثيقة أهمية الاعتراف بتفاجئ الموساد بالهجوم الذي شنته حماس، وتشير إلى ضرورة زيادة جهود الاستخبارات لتحليل التهديدات المحتملة واتخاذ الإجراءات الضرورية للتصدي لهذه التهديدات في المستقبل.