أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن نزع السلاح من جنوب سوريا ومحاولة فرض الوصاية على الطائفة الدرزية تفاعلا واسعا على منصات التواصل.

وقال نتنياهو -أمس الأحد- إن القوات الإسرائيلية ستبقى في سوريا في جبل الشيخ والمنطقة العازلة لوقت غير محدود “للدفاع عن بلداتنا وإجهاض أي تهديد”، مضيفا “لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق”.

وطالب بأن يكون جنوب سوريا منزوع السلاح في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، ومن دون أي وجود لقوات النظام الجديد، لافتا إلى أن إسرائيل “لن تسمح بأي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.

ويتركز الدروز في السويداء وريفها، وهي خالية من الجيش السوري المنتشر في درعا وحتى الحدود الأردنية.

وكانت المدينة الدرزية منعت رتلا عسكريا تابعا للإدارة الجديدة من الدخول إليها، ورفضت تسليم السلاح للسلطات، أو حتى الاندماج في الجيش السوري الجديد.

وقال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري وقتها “عندما تتعافى الدولة السورية، سينضم أبناؤنا لجيش دولتهم النظامية وبأي صفة داعمة تحت ستائر القانون والتنظيم”.

وأثارت تصريحات نتنياهو حفيظة أهل السويداء ممن يرفضون الوصاية الإسرائيلية، إذ وقف العشرات في ساحة الكرامة وسط المدينة بلافتات منددة بهذه التصريحات، في حين خرج المئات من أهل درعا والقنيطرة دعما للجيش السوري.

انتفاضة على المنصات

ورصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2025/2/24) جانبا من تعليقات المغردين على مواقع التواصل بشأن تصريحات نتنياهو الأخيرة ومحاولة فرض الوصاية على الجنوب السوري.

وفي هذا الإطار، قال طارق التميمي في تغريدته “مؤامرة لمنع نهوض سوريا من جديد. نتنياهو يعربد ويريد تفجير المنطقة، ويصرح بأنه لن يسمح بانتشار الجيش السوري في الجنوب والسويداء”.

وحاول محمد تفسير أسباب المخاوف الإسرائيلية من انتشار الجيش السوري الجديد في الجنوب، إذ قال “نتنياهو ومن يقف خلفه، يدرك جيدا وجود جنود سوريين يتمتعون بخبرة عسكرية واسعة. هؤلاء الجنود هم مصدر قلق كبير له ولحكومته ودولته المزعومة”.

وقال مهنا الحبيل “نتنياهو يعلن رسميا الحرب على الدولة السورية الحرة وفرض التقسيم. قلنا من البداية إن انتصار ثورة سوريا كان من أول صيحة مرعب لتل أبيب، ولذلك عملت على تثبيت بشار الأسد”.

وحذر وكيل من استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي في خططه وعدم تصدي السلطات السورية الجديدة له بالوسائل المتاحة، إذ قال “نتنياهو لن يتوقف عن التوسع إلا مجبرا”.

وأضاف “لو لم ترد الإدارة السورية الجديدة بقوة، سيطلب نتنياهو أن تكون سوريا كلها منزوعة السلاح. على الأقل رد دبلوماسي وشكوى في الأمم المتحدة”.

وتساءل محسن باكر عن موقف الدول العربية والإقليمية الداعمة للإدارة السورية الجديدة قائلا “أين تركيا والدول العربية الداعمة للنظام السوري الجديد؟ يجب أن يقفوا إلى جانب سوريا ضد التهديدات الصهيونية”.

وكانت وسائل إعلام سورية ذكرت أن كبرى فصائل محافظة السويداء ستعقد اجتماعا طارئا رفضا لتصريحات نتنياهو.

وقال سليمان عبد الباقي قائد تجمع أحرار جبل العرب في السويداء “نرفض أي تدخل بالشأن الداخلي للسوريين من قبل أي جهة خارجية. نحن سوريون وهويتنا سورية ونريد بناء الوطن”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر -فور سقوط نظام الأسد- 80% من قدرات الجيش السوري وأسلحته الإستراتيجية، بما فيها الأسطول البحري بالكامل.

كذلك، توغلت إسرائيل في الأراضي السورية، واحتلت المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، ووصلت إلى القنيطرة، وصعدت قمة جبل الشيخ باحتلال امتد إلى أكثر من 24 كيلومترا في الداخل السوري.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.