المكتبات العامة ليست مجرد بناء يحوي كتباً وأرفف بداخله، لا! المكتبة روح تُضّفي على المدينة التي توجد فيها حلاوةً وجمالاً ولسكان المدينة ثقافةً وعلماً.

على سبيل المثال، تعد مكتبة الملك فهد العامة بجدة، مقرّاً علميّاً يقصده كل راغبٍ للعلم، سواءً كان قارئاً أو طالباً أو باحثاً أو مؤلفاً وتعد مكاناً مناسباً للتشجيع على كتابة البحوث والمؤلفات العلمية التي تُساعد على الرقي بالمجتمع ورفع مكانته بين الأمم.

المكتبة أيضاً ليست مكاناً للقراءة وحسب، بل بإمكانها أن تكون مركزاً للتوعية والتدريب عبر إقامة الدورات في مختلف المجالات بداخلها، ويمكن للمكتبات أيضاً إعارة الكتب بحيث تنتقل الفائدة لخارج حدودها، يمكن أيضاً أن تكون مساعدةً في تنشئة الأطفال تنشئةً صحيحة عبر إقامة برامج مخصصةٍ لهم وتوفير كتب تعليمية تناسبهم، وكذلك الحال لسائر أطياف المجتمع.

لنضرب مثلاً آخر بالولايات المتحدة الأمريكية، فيها أكثر من ستة عشر ألف مكتبة عامة، تتوزع في ولاياتها ومدنها وأحيائها وتساهم في الاثراء المعرفي والعلمي للشعب الأمريكي.

قد يكون بناء المكتبات في كل مدينة امراً مُكلفاً ولكن هناك في رأيي حلول أقل تكلفة وتؤدي ذات الغرض، منها:

أولاً: تشجيع المحلات التجارية، المقاهي خصوصاً، على وضع كتب بداخلها يقرأ منها من يرتادها.

ثانياً: تشجيع المجمعات التجارية بتخصيص محل أو محلات عدة كمكتبة عامة.

يمكن كتشجيع إنشاء جوائز مناطقية لأفضل مكتبة داخل المقاهي والمراكز التجارية.

حتى تقوم المكتبات ويتم تشغيلها بشكل مستمر تحتاج بالتأكيد لمصدر دخل لتشغيلها، يمكن توفير هذا المصدر في رأيي عبر:

أولاً: توفير عضويات مدفوعة لها خصائص إضافية.

ثانياً: توفير خدمات الطباعة والنسخ والمساحات المغلقة المدفوعة.

ثالثاً: تأجير جزء من مساحة المكتبة لعمل تجاري.

رابعاً: إقامة دورات متنوعة مدفوعة.

أخيراً، وجود المكتبات في نظري أمرٌ مهم في أي مجتمع لرُقيه وعلو شأنه وتحضُّره وأتمنى أن يكون هناك تعاون مباشر بين رجال الأعمال وبلديات المناطق لإنشاء مئات المكتبات في أرجاء السعودية في الأعوام القادمة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.