يشهد عالمنا اليوم تحوّلاً جذرياً في طرق الدفع والتعاملات اليومية، حيث باتت المدفوعات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من روتين الحياة الحديثة. وفي عام 2023، بلغ عدد المعاملات غير النقدية نحو 1.3 تريليون معاملة على مستوى العالم، وتشير التوقعات إلى ارتفاع هذا الرقم إلى 2.3 تريليون معاملة بحلول عام 2027.

ومع التوسّع المستمر في أدوات الدفع الرقمية، نشهد اليوم تطوّر منظومة تركز على السرعة والسهولة في صميم تجربة المستخدم، سواء بالنسبة للمستهلكين أو التجار. إلا أن هذا النموّ المتسارع، الذي يُعزى جزئياً إلى الانتشار المتزايد للمحافظ الرقمية، يفتح الباب أيضاً أمام تهديدات جديدة تتطلب حلولاً أمنية متقدّمة ويقظة دائمة من المستهلكين.

إقبالٌ كبير على المدفوعات الرقمية

تعكس بيانات Visa في المملكة العربية السعودية حجم التحوّل المتسارع نحو التعاملات الرقمية، إذ تعالج شبكتها مليارات المعاملات سنوياً حول العالم. وتُظهر توقعات دراسة «ابقَ آمناً» الأخيرة من Visa أن نسبة استخدام المدفوعات الرقمية في المنطقة ستشهد زيادة تُقدّر بنسبة 77% خلال العام المقبل، مدفوعة في المقام الأول بسهولة استخدامها؛ حيث أفادت نسبة 69% من المشاركين في السعودية بأنها أسرع وأسهل من وسائل الدفع التقليدية.

ويُعزز تنوّع خيارات الدفع هذا التوجّه، إذ يُقبل المستهلكون في المملكة على استخدام وسائل مختلفة تشمل: الدفع عبر الهواتف الذكية (66%)، وبطاقات الدفع (63%)، والتحويلات البنكية (56%).

الثقة حجر الأساس في العصر الرقمي

تُمثل الثقة عاملاً محورياً في تطور المدفوعات الرقمية. ويُظهر استطلاع «ابقَ آمناً» أن نسبة 73% من المستهلكين يثقون بهذه الوسائل عموماً، إلا أن تعرض البعض لحوادث احتيال يؤثر سلباً على هذا الشعور بالثقة.

وتدرك Visa أهمية هذه التحدّيات، ولذلك تلتزم بتطبيق إستراتيجية أمنية متكاملة في المملكة، تتضمن التعاون مع البنوك المحلية، والتجار، والجهات الحكومية، بالإضافة إلى توظيف تقنيات الحماية مثل المصادقة الثنائية، والرموز الأمنية.

كما واصلت Visa استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تجاوزت قيمة الاستثمارات في هذا المجال 3 مليارات دولار خلال العقد الماضي، وأسهمت في منع محاولات احتيال تجاوزت قيمتها 40 مليار دولار في عام واحد فقط. ومؤخراً، أطلقت Visa ثلاثة حلول أمنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تُوفّر حماية موسّعة لمختلف أنواع التعاملات.

أخبار ذات صلة

 

توعية المستهلكين تُعزّز أمان المدفوعات

بالرغم من أهمية البنية التحتية الأمنية، يبقى وعي المستهلك وسلوكه الواعي عنصراً لا غنى عنه في الحدّ من عمليات الاحتيال. وتشير بيانات Visa إلى تزايد هذا الوعي بين المستهلكين في السعودية، حيث أكدت نسبة 97% من المشاركين في االدراسة أنهم اتخذوا تدابير احترازية لحماية مدفوعاتهم.

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة؛ إذ أشارت نسبة 43% من البالغين في المملكة إلى أنهم قد يكونون عرضة لبعض أساليب الاحتيال الشائعة. ومن هذا المنطلق، تقدم Visa من خلال مبادراتها المبتكرة؛ مثل «ابقَ آمناً»، رؤى تحليلية تساعد البنوك، والتجار، والجهات الحكومية، على تطوير إستراتيجيات تٌعزز ثقة المستخدم وتُحصّن المنظومة المالية.

فعلى سبيل المثال، أفادت نسبة 88% من المستهلكين بأنهم يشعرون بأمان أكبر عند استخدام رمز تحقق يُرسل عبر رسالة نصّية لتأكيد الهوية، بينما رأت نسبة 50% منهم أن رموز الأمان الموثوقة تُطمئنهم خلال عمليات الشراء. ويمكن للمؤسسات المالية وتجار التجزئة الاستفادة من هذه المعطيات عبر تفعيل أدوات تحقق آمنة وإبراز رموز الأمان المرئية في واجهات الدفع.

نحو منظومة دفع رقمية أكثر أمناً واستدامة

إن بناء بيئة رقمية آمنة وسلسة يتطلّب تعاوناً متكاملاً بين جميع الأطراف: من مزوّدي خدمات الدفع، إلى المؤسسات المالية، وقطاعات الأعمال، والجهات الحكومية. ومن خلال هذا التعاون، يمكننا تسخير قوّة التكنولوجيا لتعزيز الثقة، وتحقيق أقصى استفادة من الاقتصاد الرقمي، مع الحفاظ على سلامة جميع الأطراف المعنية.

* المدير العام الإقليمي لشركة Visa في المملكة العربية السعودية والبحرين وعُمان.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.