يتضح يومًا بعد يوم أن المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وأفريقيا يشكل استمرارًا للمشروع الاستعماري الأوروبي التاريخي للمنطقة. يتمثل هذا المشروع في إعادة بناء نفوذ الاستعمار الغربي كقوة عالمية تهدف إلى التحكم في مفاصل النظام العالمي. تمثلت هذه الاستراتيجية في احتلال العراق كمقدمة لتدمير الدول العربية بواسطة تنظيمات مثل “داعش” وتشجيع حرب “الربيع العربي”، بهدف تحويل بعض الدول العربية إلى دول “فاشلة”.

يقوم المقاول الإقليمي الصهيوني المحتل في فلسطين بتنفيذ مشروعات غربية لإعادة تشكيل المنطقة بالتعاون الكامل مع الغرب. يعتمد الحزبين الديموقراطي والجمهوري في واشنطن منذ عقود على فكرة إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتجهيزه لما يُعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد”. يُنفذ هذا المشروع على أنقاض اتفاقية سايكس-بيكو لتعزيز الهيمنة الغربية على المنطقة ومواجهة التحدي الصيني.

تجلب دعم الغرب العسكري والاقتصادي والسياسي للكيان الصهيوني المحتل من اجل استدامة مشروع الاستعمار في المنطقة. تكمن حاجة الغرب لهذا الاستعمار في استمرار وبقاء نفوذهم وتحقيق مصالحهم الاقتصادية والاستراتيجية في الشرق الأوسط وأفريقيا. يهدف هذا الدعم لإعادة صياغة الهويات العربية والأفريقية تحت سيطرة الاستعمار وتحقيق أهدافهم الجيوسياسية في المنطقة.

زراعة الكيان المحتل في الوطن العربي وأفريقيا تحقق هدفين للغرب الاستعماري: السيطرة على الموارد الطبيعية والاقتصادية والقضاء على المشكلة الديموغرافية لليهود في أوروبا. يطالب الصهاينة بإنشاء دولة “إسرائيل الكبرى” لتمتد على أراضي عدة دول عربية معترف بها دوليًا، مما يعكس طموحاتهم الاستعمارية وسطر الصراعات التي تشهدها المنطقة.

يجب على الدول العربية والشعوب أن تواجه هذا المشروع الصهيوني الغربي بكل قوة ووحدة. ينبغي للتاريخيين والهيئات الثقافية والمنظمات العربية والعالمية تنظيم مؤتمرات وفعاليات لمواجهة هذا المشروع وحماية الهوية والسيادة العربية. يجب الاعتراف بطبيعة الاستعمار الغربي والصهيوني ومحاولة مواجهتهم وإحباط مخططاتهم في المنطقة للحفاظ على الاستقلال والكرامة العربية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.