في حدث بيئي نادر يعكس ثراء التنوع البيولوجي في البحر الأحمر، رصدت وزارة البيئة المصرية ظهور القرش الحوتي، أكبر أسماك العالم، قبالة سواحل مدينة دهب.

هذا الظهور أثار اهتمامًا واسعًا، ليؤكد مكانة مصر كوجهة بيئية عالمية، مع دعوات رسمية لحماية هذا الكائن النادر والحفاظ على التوازن البيئي.

وأعلنت وزارة البيئة، في بيان صادر اليوم (الثلاثاء) رصد القرش الحوتي في منطقة اللاجونا بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، وذلك بعد تداول أنباء على مواقع إخبارية.

ووجهت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، فريق عمل محميات جنوب سيناء لتتبع الحدث، حيث تأكدت مشاهدة القرش الحوتي يوم السبت الماضي، مؤكدة أنه لا يشكل خطرًا على الإنسان بطبيعته الهادئة، لكن التعامل غير المسؤول معه قد يؤدي إلى إصابات غير مقصودة نتيجة حجمه الضخم وقوة حركته.

وأكدت الوزيرة أهمية الالتزام بالسلوكيات البيئية المسؤولة عند التعامل مع الكائنات البحرية النادرة، خصوصا القرش الحوتي، مشددة على ضرورة الابتعاد عنه بمسافة لا تقل عن 15 مترًا، وتجنب استخدام اللنشات في مناطق تواجده لمنع إصابته أو تعريضه للنفوق.

كما حظرت استخدام أدوات صيد غير مستدامة مثل شباك الجر والشنشولا، التي تهدد حياة هذا النوع النادر وتؤثر على النظام البيئي.

ويُعد القرش الحوتي، الذي يصل طوله إلى 18 مترًا ووزنه 15 طنًا، أكبر أنواع الأسماك في العالم، ويتميز بلونه الداكن المزين بخطوط ودوائر فاتحة، وفمه العريض الذي يجعله جاذبًا للسياح.

ويعيش هذا الكائن عادةً بشكل منفرد في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، لكنه قد يظهر في تجمعات، وهو مُدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) ككائن مهدد بالانقراض بسبب الصيد العرضي، اصطدام السفن، والصيد الجائر.

وأوضحت الوزيرة أن القرش الحوتي يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي للبحر الأحمر، مما يعزز من قيمته الاقتصادية كعامل جذب سياحي.

أخبار ذات صلة

 

ودعت الوزارة المواطنين والجهات المعنية إلى الالتزام بالإرشادات البيئية لحماية هذا الكائن، الذي يُعتبر رمزًا للتنوع البيولوجي في المنطقة.

القرش الحوتي Rhincodon typus يُعرف بطباعه الهادئة، حيث يتغذى بشكل رئيسي على العوالق والأسماك الصغيرة باستخدام تقنية الترشيح عبر فمه الكبير.

في المياه المصرية، تم رصد القرش الحوتي بشكل متقطع خلال العقد الماضي، خصوصا في مناطق دهب، شرم الشيخ، والغردقة، حيث تُعد مياه البحر الأحمر بيئة مثالية له بفضل وفرة العوالق.

ووفقًا لتقارير بيئية، تم توثيق ظهوره في مصر أكثر من 10 مرات منذ عام 2010، مع زيادة ملحوظة في الرصد خلال السنوات الأخيرة بفضل تحسين أنظمة المراقبة البيئية.

وفي عام 2023، تم رصد تجمع نادر لثلاثة أفراد من القرش الحوتي قبالة سواحل مرسى علم، مما عزز الاهتمام بحماية هذا النوع.

وتشير الدراسات إلى أن القرش الحوتي يهاجر موسميًا إلى البحر الأحمر بحثًا عن الغذاء، خاصة في الربيع والصيف.

ومع ذلك فإن الضغوط البيئية مثل التلوث البحري وتغير المناخ، تهدد موائله، مما يجعل حمايته أولوية، فيما تخطط وزارة البيئة لتوسيع برامج التوعية للسياح والغواصين في جنوب سيناء، مع إطلاق مبادرة لتتبع القرش الحوتي باستخدام أجهزة تتبع متطورة لفهم أنماط هجرته وحماية موائله.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version