ذكرت صحيفة الغارديان في تقرير لها أن القناة 14 الإسرائيلية القومية المتشددة، التي تحظى بدعم حكومي وتديرها شخصيات مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد أصبحت واحدة من أكثر مصادر الأخبار متابعة في إسرائيل، على الرغم من الاتهامات التي وجهت إليها بتحريضها على جرائم الحرب وإثارة الكراهية ضد جنرالات الجيش الإسرائيلي لعدم اعتبارهم كافيا من الناحية اليمينية. ويراقب خبراء الإعلام هذا التطور باهتمام حيث يعتبرونه إشارة إلى تحول الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف خلال الفترة الأخيرة.
وقد شككت القناة 14 في ولاء الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى افتقاره للحماسة الأيديولوجية التي تظهر على وجوه غيرها من القنوات. وتسارعت الأحداث خلال الأسبوع الماضي، حيث تقدم المتحدث باسم الجيش بشكوى رسمية ضد القناة لهيئات البث ووزارة الدفاع، اتهمها فيها بالتحريض ضد قيادته.
وفي سياق آخر، أشارت الغارديان إلى أن القناة 14 تعتبر الركيزة الإعلامية لليمين المتطرف في إسرائيل، حيث تعاني القناة من انتقادات شديدة من جانب منظمات المجتمع المدني التي قدمت شكوى رسمية تتهم القناة ببث مواد تحرض على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية. واستندت الشكوى إلى 265 اقتباسا من البرامج التلفزيونية للقناة، تم استخدامها لدعم فكرة الإبادة الجماعية، بحسب ما ورد في التقرير الصحفي.
وبالتزامن مع هذه الاتهامات، يرى محللون أن صعود القناة 14 يعتبر إشارة إلى تغير في سلوك المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف، الذي شهد تسارعاً خلال الفترة الأخيرة، بفضل الحروب التي شهدتها المنطقة وتشجيع التجمع حول العلم. وقد اعتبرت أحد الأكاديميين هذا التحول غريباً لأن الإسرائيليين عادة ما يستمعون للأخبار عبر قنوات تلفزيونية كبرى مثل 12 و 13، ولكن لم تكن القناة 14 جزءاً من هذه المعادلة إلا في الفترة الأخيرة.
وفي نهاية التقرير، يظهر أن هناك تقدما ملحوظا للقناة 14 الإسرائيلية نحو تصبح واحدة من أبرز مصادر الأخبار في البلاد، وذلك على الرغم من الاتهامات الموجهة إليها بتحريضها على جرائم الحرب وعدم ولاءها للجيش الإسرائيلي. ويبدو أن الحروب الأخيرة وتشجيع التجمع حول العلم قدمت القوة الدافعة لهذا التحول، مما يجعل القناة 14 عنصرا مؤثرا في تشكيل الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف.