شاهدت مقطعاً لشخص من جنسية عربية في مكة المكرمة، يتباهى بخداع رجال الأمن في الدخول إلى ساحة الحرم بارتداء الإحرام رغم أنه ليس معتمراً، ظن المسكين أنه يكسب أجراً بهذه المخادعة، وفاته أنه في حقيقة الأمر يرتكب إثماً بمخالفة النظام الذي وضع لتخفيف الزحام والتسهيل على المعتمرين والحفاظ على سلامتهم !

مثل هذا المجاهر بالمخالفة لا يختلف عن المجاهر بالمعصية ويستحق عقاباً يحرمه من تكرار فعلته ويكون عبرة لأمثاله من المتحايلين والمخادعين والكاذبين، فالإجراءات المنظمة لدخول المعتمرين والزائرين للحرم وضعت للصالح العام ولحماية الأرواح ولتسهيل أداء العمرة على المعتمرين، خاصة مع اشتداد الزحام في هذه الأيام الرمضانية المباركة في الحرمين الشريفين !

يحكي ابني العائد لتوه من أداء العمرة عن تصرفات غريبة من معتمرين وزائرين لا تتسق مع الحالة الإيمانية التي يفترض حضورها في هذا المكان المقدس، ولا مع روح التعبد والطاعة والبحث عن الأجر، من تعمد دفع الآخرين ومعاكسة توجيهات المنظمين للدخول والخروج عند البوابات ومسارات المشي والإصرار على الصلاة في أماكن الحركة المزدحمة، وتعريض حياتهم وحياة غيرهم لخطر السقوط وسط التدافع والزحام الشديدين، كما أن مقاطع انتشرت لتصرفات صادمة لبعض المعتمرين والزائرين وأطفالهم لا يمكن تصديقها لا تليق بحرمة المكان ولا مكانته في النفوس، بينما كان التهافت على انتزاع ما في أيدي موزعي الصدقات والأطعمة والأشربة وكأنهم في مجاعة أو في مشهد من مشاهد أفلام نهاية العالم فوضوياً ولا يعكس صفة الإنسان المسلم المتواضع المتعفف المؤثر للآخرين على نفسه !

مثل هذه الصور المشوهة لا تعكس الصورة التي يرسمها الإسلام للمسلمين ولا تعبر عن الشخصية الإسلامية التي نريد للعالم أن يراها، وربما حان الوقت لإعادة النظر في تقدير أعداد المعتمرين وخفضها حتى تحقق العمرة أهدافها من اليسر والراحة وتحقيق الحالة الإيمانية المنشودة، بدلاً من أن تكون أشبه بحالة قتالية من التدافع والتزاحم تحرم المعتمر من الإحساس بجوهر التعبد !

كما أن العودة للنظام السابق بوقف تأشيرات العمرة لمدة محددة عقب نهاية موسم الحج قد يكون ضرورياً لمنح الجهات المرتبطة بأعمال قطاع الحج والعمرة فرصة لالتقاط الأنفاس !

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version