تزدان أيام العيد في منطقة حائل بألوان الفرح المستمدة من عمق الموروث الشعبي، حيث تتصدّر الفنون الحائلية مشهد الاحتفالات، وتضفي طابعاً تراثياً أصيلاً، يربط الأجيال بحكايات الفخر والفرح. ويأتي فن «العرضة» و«السامري» في مقدّمة هذه الفنون التي تستحضر ذاكرة المنطقة، وتُعبّر عن أصالتها المتجذرة.

وتُعد «العرضة» واحدة من أعرق الفنون الشعبية في حائل، حيث يتلاقى فيها الطرب بالإقدام، وتُحمل فيها الطِيران والدفوف والسيوف والبيرق، في مشهد مهيب يملأ المكان حماسة وتفاعلاً، يتوسط الفرقة الشاعر والمنشد، وتتشكّل الصفوف من رجال يؤدون العرضة بحركات منتظمة، تواكب الإيقاع والكلمات، بينما ترفرف رايات البيرق فخراً وعزاً.

أما فن «السامري»، فهو فن الطرب والأنغام، حيث يتشكّل من حلقات يتناوب فيها المشاركون على تأدية الألحان الشعبية بإيقاع الدفوف، ويُرددون الأشعار التي تتغنّى بالحب والكرم والشهامة، وسط تفاعل جماهيري كبير، لا سيما في ساحات الاحتفالات والميادين التي تشهد هذه العروض خلال أيام العيد.

وتحظى هذه العروض بإقبال لافت من الزوار والمقيمين، الذين يجدون في العرضة والسامري فرصة فريدة لعيش أجواء العيد بروح تراثية، تُلامس الوجدان، وتعيد للذاكرة مشاهد العيد كما كان قبل عقود.

ويؤكد المهتمون بالتراث أن استمرار هذه الفنون في مناسبات العيد، هو بمثابة احتفاء بالهوية، وتوثيق حيّ لعادات وتقاليد لطالما شكّلت جزءاً من ملامح الفرح الحائلي، فالعيد في حائل لا يُحتفل به فقط بالملابس الجديدة والحلويات، بل يتجدد فيه المجد عبر أهازيج العرضة، وينبض الوجدان بألحان السامري.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.