نفى العراق تقارير تزعم استخدام إيران لأراضيه لشن هجمات على إسرائيل، واصفا ذلك بأنها ذرائع كاذبة تريد أن تبرر بها الاعتداء عليه وسيادته. أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن العراق يسعى لابتعاد أراضيه عن الحروب التي تفرضها إسرائيل بسياستها العدوانية ضد دول وشعوب المنطقة، وأعلن مجلس الأمن الوطني العراقي دعمه لنضال الشعبين الفلسطيني واللبناني واستنكاره لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
تأتي هذه البيانات ردا على تقرير أكسيوس الذي نشر في 31 أكتوبر الماضي واستند إلى مصادر إسرائيلية تتحدث عن هجوم إيراني محتمل قادم من العراق. التقرير أشار إلى أن إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ولكن مصدر مطلع إسرائيلي نفى وجود مؤشرات على ذلك، مما يثير توترات في المنطقة.
وفي اتصال آخر، حذرت الولايات المتحدة الحكومة العراقية من عواقب إسرائيلية إذا لم تمنع هجمات إيران من أراضيها، في وقت تتعهد إيران برد “قوي” على أي هجوم إسرائيلي عليها. تأتي هذه التطورات في سياق التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، حيث شنت إسرائيل هجوما عسكريا على إيران مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود والمدنيين، بينما تستعد إيران للرد على هذه الهجمات برد قاس.
جدير بالذكر أن هذه التوترات تأتي في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس في طهران، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني في بيروت الجنوبية. تتبع هذه الأحداث اتهامات متبادلة بين الدولتين بالقيام بأعمال عدائية ضد بعضهما البعض، مما يثير مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.
بالتالي، يظل التوتر القائم بين إيران وإسرائيل يشكل تحديا أمنيا كبيرا في المنطقة، مع اتساع رقعة التصعيد واستخدام الأراضي العراقية كساحة لتصعيد النزاع. يتطلب حل هذا الصراع حلولا دبلوماسية وسلمية تعزز الاستقرار وتحقق التوازن بين الدول في المنطقة، لتجنب مزيد من الاشتباكات والتقاتل العسكري الذي يمكن أن يؤدي إلى أضرار بالغة على المدنيين والبنية التحتية في الدول المعنية.
في النهاية، يبرز دور المجتمع الدولي في وضع ضغط على الأطراف المتصارعة لتجنب التصعيد والبحث عن حلول سياسية للصراع القائم بين إيران وإسرائيل، مع التأكيد على ضرورة احترام السيادة الوطنية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية واستقلالية. يجب أن تعمل الجهات الدولية المختصة على تخفيف التوترات وتوجيه الأطراف نحو حوار بناء يحقق المصالح المشتركة ويعزز السلام والاستقرار في المنطقة.