دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بناء دولة القانون، وقال خلال افتتاحه مؤتمر الحوار الوطني اليوم (الثلاثاء)، إن «سورية الآن تنادي الجميع»، مضيفا: «تراجعنا عن محيطنا الدولي والإقليمي ويجب اتخاذ الخطوات للعودة».
وشدد على ضرورة احترام القانون، مؤكدا احتكار السلاح في يد الدولة. وأضاف: «نحن أمام مسؤولية عظيمة لإعادة بناء الدولة.. سورية تعيش اليوم مرحلة تاريخية جديدة بعد عودتها لأهلها».
وأكد الشرع في كلمة من قصر الشعب في دمشق أن «وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليس رفاهية بل هو واجب وفرض، إن سورية لا تقبل القسمة فهي كلّ متكامل وقوتها في وحدتها». وقال إن الثورة أنقذت سورية من الضياع، ولكن التحديات لا تزال كبيرة. وأضاف أن «سورية اليوم عادت إلى أهلها بعد أن سُرقت على حين غفلة».
ولفت إلى أن هناك جهات في الداخل والخارج ساءها فرحة السوريين بانتصار الثورة، ودعا إلى توخي الحذر، مشيرا إلى ضرورة مراعاة أن سورية في مرحلة إعادة بناء الدولة من جديد بعد كل ما لحق بها من خراب ودمار. وأفاد الرئيس السوري بأن السلطات عملت خلال الشهرين الماضيين على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.
وبشأن شكل الحكم مستقبلا، قال الشرع: «ينبغي ألا نستورد أنظمة لا تتلاءم وحال البلد، ولا أن نحول المجتمعات إلى حقول تجارب لتنفيذ أحلام سياسية».
وافتتح مؤتمر الحوار الوطني الذي سيستمر يوما واحدا، بمشاركة نحو 600 شخصية سورية، وينتظر أن يقر توصيات بشأن أسس المرحلة القادمة. وستكون قضية صياغة الدستور على رأس الأولويات في المؤتمر الذي يعقد بعد 3 أشهر من الإطاحة بنظام بشار الأسد.
أخبار ذات صلة
ووجهت الدعوة إلى 600 شخصية من مختلف الأطياف والتخصصات، تشمل وجهاء وخبراء دستوريين وباحثين وممثلين لمؤسسات المجتمع المدني.
ونقل عن اللجنة التحضيرية أن نسبة حضور المؤتمر بلغت 97%، إذ يشارك في الجلسات 570 شخصا من بين المدعوين، في حين اعتذر 30 شخصا فقط عن المشاركة.
وقال منظمون إن المشاركين سينقسمون إلى 6 لجان تختص كل واحدة منها بأحد ملفات المرحلة الانتقالية، وأبرزها بناء المؤسسات وإعداد مسودة للدستور والعدالة الانتقالية والحريات العامة والاقتصاد.
وأضافوا أن أعمال اللجان ستكون مغلقة أمام الإعلام، وأن التصريحات ستخرج بشكل رسمي عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
ومن المقرر أن يتم في نهاية المؤتمر إعلان البيان الختامي الذي يتضمن توصيات ترفع إلى رئاسة الجمهورية.
ورأى عدد من السياسيين السوريين أن مؤتمر الحوار في دمشق قد يكون فرصة للخروج برؤية جديدة لمستقبل سورية.