قام الناقد الدكتور سعيد السريحي بانتقاد الشعراء ومرحلة الحداثة في المملكة العربية السعودية، دون الكشف عن اسماء معينة ولكنه اتهمهم بالتقصير والهشاشة في الأداء. استعرض السريحي أمثلة على شعراء مؤسسين لحركة الحداثة وتحدث عن تجاوزاتهم في أعمالهم الشعرية، مما أثار انتقادات واستياء من قبل النقاد الآخرين الذين اتهموه بالتعالي عن الحد واتهامه للشعراء دون تقديم أدلة واضحة.
في رده على الانتقادات، أوضح السريحي أن دوره كناقد يتطلب الصدق والأمانة، وأن الإنابة والتحدث عن أعمال الآخرين ليس تفويضا بل تعبيرا عن القناعة بضرورة النقد البناء والصريح. ورد على الانتقادات التي استهجنت تصريحاته بأمثلة محددة على تجاوزات بعض الشعراء بالقول إنه لم يكن يقصد شخصياً أحداً وإنما كان يتحدث بشكل عام عن مشكلات الحداثة في الشعر.
تناول السريحي في حديثه أمثلة عن بعض الشعراء الذين صدروا دواوين شعرية وعادوا في وقت لاحق بعد سنوات لجمع قصائدهم في دواوين أخرى، مما دل على عدم استقرارهم في تجربتهم الشعرية. وعبّر السريحي عن قلقه من اختلاط الشعر الجيد بالرديء وانخفاض مستوى الشعر بشكل عام في العالم العربي بسبب غياب النقد المعياري الكفيل بتحسين جودة الشعر وتحفيز الشعراء على الإبداع الحقيقي.
أكد السريحي على أهمية دور النقد في مراحل الإبداع وتوجيه الشعراء نحو الطريق الصحيح، وشدد على ضرورة التصريح بالرأي والنقد بصدق وصراحة دون الخوف من ردود الأفعال السلبية. وشدد على أن ما كتبه ليس إعلانا لإخفاق الحداثة بل مراجعة داخلية لتعزيز وصيانة الحركة الحداثية من الداخل.
في النهاية، توقف السريحي عن الحديث عن نفسه وتحدث عن تجارب شعرية أخرى وعن إصرار بعض الشعراء الكبار على عدم تكرار تجربتهم الشعرية في دواوين لا معنى لها. وختم حديثه بالإشارة إلى أن دور النقد يظل مهما في توجيه الشعر نحو مسار صحيح وتشجيع الشعراء على الإبداع الحقيقي، وأن الجودة الفنية في الشعر تستدعي النقد السليم والصادق دون تعالي على الأعمال الشعرية.