تمر الذكرى الأولى لبدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر بحالة من الألم والمعاناة، حيث شهد القطاع دمارًا واسع النطاق وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا والجرحى. تدهورت الأوضاع الإنسانية في غزة مما جعل الحياة اليومية صعبة للسكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في المواد الأساسية. التوترات المتزايدة في المنطقة، خاصة بين إيران وإسرائيل، تشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار الشرق الأوسط وقد تؤدي إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.

تحول الصراع في غزة من نزاع حول الحدود إلى نزاع وجودي بين حركة حماس وإسرائيل، دون وجود حلول وسط أو رغبة في التهدئة. الصراع الحالي ليس فقط حول القضية الفلسطينية بل يرتبط بالنزاع الإقليمي الأكبر بين إسرائيل وإيران. على مر العقود، نفذت إسرائيل عمليات عسكرية مدمرة في المنطقة لكن ذلك لم يؤدي إلى الأمن والسلام بل زاد من حدة التوتر وأعاد زرع بذور الصراع.

السلام الحقيقي لن يتحقق إلا على أسس العدل والأمن واستعادة الحقوق، ولا يمكن أن تكون التنظيمات الما قبل الدولة الحل للوضع الراهن. مع استمرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في تعزيز خطابها العنصري وعدم حل الدولتين، يتزايد الوحشية والعنف في المنطقة.

مأساة شعوب المنطقة تتفاقم بسبب غياب الحلول السياسية العادلة، وتبقى المنطقة في دوامة الصراعات المستمرة. المحاولات الحالية ليست سوى مرحلة هدنة في انتظار المعركة القادمة التي من الممكن أن تكون أكثر دموية وعنفًا. الوعود بالمزيد من الألم والمعاناة تبدو واقعية، حيث يبقى الشعب محاصرًا في صراعات لا نهاية لها.

في نهاية المطاف، يجب إيجاد حل سياسي عادل يرتكز على العدل والأمن لإنهاء الصراعات والاستمرار في بحث السلام والتعايش. التصعيد الحالي لا يخدم سوى المصالح الدموية والشخصية، ويضر بالشعوب والمنطقة بأكملها. لا بد من العمل على وقف التصعيد والبحث عن حلول سياسية شاملة ومستدامة تحقق السلام والاستقرار للجميع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.