أخبار ذات صلة

 

حسب دراسة مشتركة لشركة مايكروسوفت وجامعة كارنيغي ميلون الأمريكية على أكثر من 300 شخص يعملون في وظائف معرفية رصدت أثر استعمالهم للذكاء الاصطناعي في عملهم وتوصلت لحصول انخفاض كبير في الجهد المعرفي لدى عينة الدراسة حيث اقتصروا على القيام بمراجعة نتائج عمل الذكاء الاصطناعي بدل القيام بالمهام المعقدة التي كلفوا بها الذكاء الاصطناعي، وهذه النتيجة تمثل نذيراً حول الأثر العام لأدوات الذكاء الاصطناعي فحتى الطلاب باتوا يستعينون بالذكاء الاصطناعي في إنجاز واجباتهم وهذا التواكل على الذكاء الاصطناعي وإنْ كان يجعل الأعمال أسهل لكن له تأثيرات سلبية على الكفاءة العقلية للناس وقد أثبتت الدراسات الطبية على تدهور القدرات العقلية مع التقدم في العمر. إن قيام الإنسان بالمهام التي تتطلب إعمال العقل يمثل الوقاية الوحيدة من التدهور في القدرات العقلية، واستعانة الطلاب بأدوات الذكاء الاصطناعي يعني أنهم لن يراجعوا دروسهم للقيام بواجباتهم لأنهم سيحلونها عبر الذكاء الاصطناعي وهذا سيخفض من مستواهم المعرفي ويؤثر سلباً على كامل العملية التعليمية وربما هذا سيضطر المعلمين لجعل الطلاب يحلون واجباتهم في الفصل لضمان أنهم لن يحلوها عبر الذكاء الاصطناعي، وسبق وأن تعامل المعلمون مع نموذج مصغر لهذه المعضلة يتمثل في منع استعمال الآلات الحاسبة في الاختبارات لإجبار الطلاب على القيام بالعمليات الحسابية المختلفة، وهذا التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي لم يحسب له حساب ضمن التيار الذي تبنى موقفاً مناهضاً للذكاء الاصطناعي يحذر من مخاطره التي تتمحور بشكل أساسي حول كونه سيتطور إلى أن يستقل عن البشر ويخرج عن سيطرتهم عليه، فضرر الذكاء الاصطناعي الأكثر واقعية هو أنه بالفعل سيجعل الناس يتواكلون عليه في كل المهام التي تتطلب نشاطات عقلية معقدة، وهذا يطرح على الناس سؤالاً وجودياً حول الغاية من العمل بالأصل، فالغاية من إيجاد الإنسان في عالم يفرض عليه العمل للبقاء هي تطوير ذاته ووعيه وإمكانياته وقدراته ومواهبه لأن هذا التطور هو ما سيأخذه معه من الدنيا ولذا الإنسان يحتاج للقيام بالمهام المعقدة بنفسه لفائدته ولهذا من يستحضر هذه الغاية سيعتبر من مبادئه عدم التواكل على الذكاء الاصطناعي، لكن فيما عدا هذا الوازع الشخصي ستكون هناك فترة فوضى في كل المجالات بخاصة في المجال التعليمي بسبب التواكل على الذكاء الاصطناعي حتى يتم تقنين استعماله في المجالات المختلفة واختراع برامج رقابية تكشف الأعمال التي تم فيها استعمال الذكاء الاصطناعي. ووجه آخر لخطر توظيف الذكاء الاصطناعي هو أنه سيلغي الكثير من الوظائف، كما أن آلات المصانع ألغت الكثير من وظائف عمال المصانع، وهذا التطور لا يمكن وقفه ويجب التكيف معه، ولذا الذكاء الاصطناعي سيغير متطلبات سوق العمل وبالتالي مجالات الدراسة ليصبح للذكاء الاصطناعي نصيب الأسد فيها، لكن كلما تطور الذكاء الاصطناعي سيزيد الاستغناء عن البشر في إدارته ليدير نفسه بنفسه، ولذا التيار الذي يحذر من خطورة الذكاء الاصطناعي لديه بعض الحق في التخوف من عواقبه بعيدة المدى، لكن الجني خرج من القمقم ولا يمكن إعادته مجدداً إليه مهما تم التحذير من الذكاء الاصطناعي بخاصة مع السباق المحموم بين دول العالم وأثريائه لتطوير أذكى ذكاء اصطناعي فهذا السباق المحموم لا يترك مجالاً أمام التيار المناهض للذكاء الاصطناعي لتدارك سلبيات توظيف الذكاء الاصطناعي، وبالنهاية الذكاء الاصطناعي سيكون أذكى من جميع البشر ولذا سيمكنه إنجاز مهام تفوق ما يمكن للبشر إنجازه فهو يمكن أن يتوصل لعلاج للسرطان وغيره من الأمراض المستعصية خلال فترات قياسية وقد أثبتت دراسات أنه يتفوق على الأطباء بالتشخيص.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version