أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني تصدر الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق بحصوله على 809 آلاف و197 صوتا. وتم الإعلان عن هذه النتائج بعد أن بلغت نسبة المشاركة بين الناخبين المسجلين 72%. وقد أوضح مسؤولون في المفوضية أن النتائج النهائية ستعلن بعد مراجعة بعض الشكاوى، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ويحتل الاتحاد الوطني الكردستاني، المنافس التاريخي للحزب الديمقراطي الكردستاني والشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، المركز الثاني حاليا بحصوله على 408 آلاف و141 صوتا، في حين يحتل حزب الجيل الجديد، أكبر حزب معارضة كردي، المركز الثالث بحصوله على 290 ألفا و991 صوتا. وقد جرت هذه الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب توقف صادرات النفط، التي تعتبر مصدر دخل حيوي لإقليم كردستان.
قامت تركيا بوقف تدفقات النفط عبر خط أنابيب حكومة إقليم كردستان في مارس 2023، بعد قرار صدر عن غرفة التجارة الدولية يلزم تركيا بدفع 1.5 مليار دولار لبغداد مقابل الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة إقليم كردستان. وقد أدى هذا القرار إلى زيادة التحديات الاقتصادية في الإقليم، وتأخير دفع رواتب العاملين في القطاع العام وتقليل ميزانية خدمات عامة أساسية.
كانت الانتخابات البرلمانية الإقليمية مقررة في الأصل في عام 2022، لكنها تأجلت مرارًا بسبب الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وقد أثارت هذه الانتخابات توترات سياسية في الإقليم، حيث تسابقت الأحزاب على السلطة وحصدت الأصوات من الناخبين الكرد، وسط بيئة سياسية تمزقت بسبب الأزمة الاقتصادية والصراعات الداخلية.
تأتي هذه الانتخابات في ظل تحديات كبيرة تواجه إقليم كردستان، من بينها الأزمة الاقتصادية وتداعيات توقف صادرات النفط، فضلًا عن التوترات السياسية والخلافات الداخلية بين الأحزاب الكردية. ومن المتوقع أن تكون الحكومة القادمة مهمة صعبة، حيث يجب عليها مواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول لتعزيز الاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي في المنطقة. ومع إعلان النتائج النهائية للانتخابات، سيتعين على الفائزين البدء في تشكيل الحكومة والعمل على تنفيذ خطط تنموية لمواجهة التحديات الراهنة.
