أشار الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إلى أن قرار الجيش الإسرائيلي بإرسال لواء كفير إلى منطقة جباليا شمالي قطاع غزة يعكس تعثر عمليته العسكرية هناك. وذلك بعد إعلان كتائب القسام وسرايا القدس عن تنفيذ عمليات قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتفجير منزل مفخخ في المنطقة. وأكد الدويري أن الاستمرار في سقوط القتلى يرجع إلى فعالية الكمائن التي تنفذها قوات المقاومة، مشيرا إلى فشل اللواء غفعاتي في تحقيق النتائج المرجوة.
وأوضح الدويري أن القوات المدرعة الإسرائيلية بادأت المعركة ولكنها فشلت في تنفيذ مهامها بشكل كامل، مما استدعى سحب لواء 460 وإعادة نشر لواء 401 ولواء غفعاتي. ولكن هذا الإجراء لم يسفر عن نتائج إيجابية، مما دفع الجيش الإسرائيلي لتعزيز قواته بضم لواء كفير إلى اللواءين 401 وغفعاتي بغية استعادة السيطرة.
وأشار الدويري إلى أن اللواء كفير ليس لواء تقليديا، إذ يتألف من 6 كتائب مشاة مع دعم لوجستي وإسناد عملياتي قوي. ويهدف تعزيز القوات المشاة إلى تعويض الفشل الذي تعرضت له القوات المدرعة في التوغل داخل المنطقة، خاصة في اختراق الأنفاق والمباني المهدمة والمناطق المستهدفة.
وبحسب الدويري، أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على استمرار القتال وإلحاق الخسائر بالجيش الإسرائيلي، من خلال استخدام الأنفاق والتحصينات في المناطق المستهدفة. وذلك خلال عملية عسكرية بدأ الجيش الإسرائيلي فيها في مخيم جباليا للمرة الثالثة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وذلك بعد اجتياحين سابقين في ديسمبر 2023 ومايو 2024.
ويعكس إرسال اللواء كفير إلى منطقة جباليا توجه الجيش الإسرائيلي نحو دخول القلب الرئيسي للمنطقة، حيث يعد هذا اللواء من القوات المشاة المتخصصة في العمليات التكتيكية. ومع استمرار التصاعد في الصراع بين الجانبين، يبقى الوضع في المنطقة متوترًا وقد يتطلب تصاعد الأزمة تدخل أطراف دولية للتوصل إلى حل سلمي وإنهاء العنف.