في التسعينات شهدت صناعة المسلسلات السعودية تحولات ملحوظة نتيجة للظروف التاريخية الطارئة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي. ظهر مسلسل “طاش ما طاش” كمحاولة جديدة لتجديد المشهد الدرامي، حيث أسلط الضوء على قضايا كانت محظورة في المجتمع السعودي بطريقة كوميدية وساخرة. ورغم نجاحه، إلا أنه تميز بتركيزه على البطلين دون الأدوار المساعدة، مما جعله يثير انتقادات بعدم توزيع الأدوار بشكل متساوٍ.

تبعه مسلسل “العولمة” و”نورة” اللذان استطاعا كسر رتابة المواضيع وتقديم نصوص درامية متجددة ومثيرة. ومع حلول السنوات الأخيرة، ظهر مسلسل “العاصوف” الذي حقق نجاحاً كبيراً بسبب عوامل عدة منها التنوع في الشخصيات والحبكة الدرامية وكتابته عن البيئة السعودية.

ومن ثم جاء مسلسل “خيوط المعازيب” الذي نجح في الاعتماد على نجوم وممثلين جدد من المنطقة يجيدون لهجتها، وتصوير حياة شخصيات مترابطة بنفس رباط الدراما. تميز العمل بتوزيع الأدوار بشكل متساوٍ وإعطاء أهمية لكافة الشخصيات، مما ساعد في نجاحه وتقديمه على أعلى مستوى.

بشكل عام، يمكن القول إن صناعة المسلسلات السعودية وضعت أقدامها على الطريق الصحيح نحو تحقيق الجودة والإبداع، بعد محاولات تجريبية طويلة. وبفضل النصوص الدرامية المتميزة وتوزيع الأدوار بشكل متساوٍ ومهني، تمكنت الدراما السعودية من الوصول إلى موقع بارز يجعلها ملهمة لصناعة الدراما العربية والخليجية، وتحقيق نجاح ملحوظ في جذب الجمهور واستعادة الذاكرة الثقافية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version