أعلنت جماعة الحوثي اليوم الاثنين إصابة مدني في غارة أميركية بريطانية استهدفت منزله في محافظة الحُديدة الساحلية غربي اليمن. وقالت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين أن الغارة وقعت في قرية المنظر بمديرية الحوك، مما أدى إلى إصابة مواطن بجروح بليغة وتدمير منزله، دون تقديم مزيد من التفاصيل. لم يصدر تعقيب من الجانب الأميركي أو البريطاني حتى الآن. الحديدة تعتبر حيوية بسبب وجود مطار دولي و3 موانئ هامة، إضافة إلى الشريط الساحلي الطويل فيها.
الحوثيون أعلنوا استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر والعربي احتجاجا على الحرب الإسرائيلية الدموية على غزة منذ أكتوبر 2023. يأتي هذا في إطار تصاعد التوتر في المنطقة مع تدخل واشنطن ولندن في اليمن عبر تحالف يستهدف أهداف الحوثيين. وفي يناير الماضي، أعلنت الحوثيون أنهم يعتبرون السفن الأميركية والبريطانية هدفا لهم. وأعلنوا عزمهم توسيع نطاق الضربات لتشمل السفن الممرة في المحيط الهندي عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
الجماعة الحوثية تواصل مواجهة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتهدد بتوسيع نطاق الضربات ضد السفن الأميركية والبريطانية. والتصاعد في اليمن يعكس الوضع الإقليمي المتوتر بين القوى الإقليمية والدولية. يجدر الإشارة إلى أن الوضع في اليمن يعاني من تدهور إنساني كبير بسبب الحرب والحصار، كما أن الأمم المتحدة تحذر من وقوع كارثة إنسانية في البلاد.
تستمر الحوثيين في تنفيذ حملاتهم ضد السفن في المنطقة بسبب التوتر الذي يشهده اليمن ومحيطه، والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد. ومع استمرار الحرب في اليمن وتصاعد الصراعات، يزداد تعقيد الوضع وسط تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. يبقى الحل الوحيد للأزمة هو الحوار ووقف الصراعات الدامية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
على الرغم من الجهود الدولية لوقف الحرب والعنف في اليمن، إلا أن الصراعات والخروقات مستمرة وتتفاقم يوما بعد يوم. يلزم حلا سياسيا شاملا يلبي مطالب جميع الأطراف، ويعيد الاستقرار والسلام إلى اليمن. كما ينبغي على الدول الكبرى والمحلية التدخل لوقف التصعيد والسعي نحو حل سلمي يحقق طموحات الشعب اليمني في الحياة الكريمة والاستقرار المستدام.
