أعلن الجيش اللبناني يوم الأربعاء عن توقيفه لسوريين اثنين، وصفهم بأنهما تم تجنيدهما من قبل إسرائيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق آثار الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة في لبنان. وقد أوضح الجيش اللبناني في بيانه أن السوريين تم اعتقالهما لتصوير أماكن مختلفة وتوثيق آثار الغارات الجوية ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ والتحقق من نتائجها، وبدأ التحقيق معهما بإشراف القضاء المختص.
وكشف الجيش اللبناني أن تجنيد السوريين تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتم التحقيق معهما لمعرفة تفاصيل أكثر حول دورهما وعلاقتهما بالجيش الإسرائيلي. وجاء هذا الاعتقال بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتقال مواطن إسرائيلي دخل إلى لبنان بصفة صحفي، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإسرائيلي المعتقل يحمل جوازي سفر أميركي وبريطاني.
ونفت وسائل إعلام إسرائيلية أن يكون المعتقل الإسرائيلي تارتكوفسكي يعمل جاسوسا لصالح الموساد أو أنه دخل لبنان بتكليف من جهاز المخابرات الإسرائيلي للتجسس على حزب الله. وفي الوقت نفسه، ناشدت عائلته السلطات في واشنطن ولندن بالمساعدة لإطلاق سراحه، ما يبرز تورط الأطراف المتورطة بالتجسس في هذه القضية.
بهذا السياق، فإن سلطات لبنان وإسرائيل تتبادلان الاتهامات والاعتقالات بين عمليات التجسس والتحركات العسكرية والاستخباراتية على الحدود بين البلدين، وتظهر هذه القضايا كمؤشر على توتر العلاقات بين الجارتين المتنازعتين. وتعكس القضية حساسية التواجد الإسرائيلي في المنطقة وتأثيره على العمليات الاستخباراتية والعسكرية القائمة.
ومن المهم أن تأخذ السلطات اللبنانية والإسرائيلية خطوات لوقف التصعيد في هذه القضايا والتعاون المشترك لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المشتبه فيها، وتبادل المعلومات بشكل أفضل لتفادي حدوث تعكير وعدم استقرار على الحدود بينهما. وعلى المجتمع الدولي أيضا أن يتدخل لدعم جهود الحوار والتهدئة بين الطرفين لتفادي حدوث أي اشتباكات أو توترات إضافية في هذه المنطقة الحساسة.