17/3/2025–|آخر تحديث: 17/3/202506:40 م (توقيت مكة)
أعلن الجيش السوداني أمس الأحد سيطرته على مواقع إستراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على قوات الدعم السريع في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة، في حين كشفت السلطات بالخرطوم عما قالت إنها مقبرة جماعية في حي الفيحاء.
وقال الجيش السوداني في بيان إن قوات سلاح المدرعات دحرت الدعم السريع في محور نادي الأسرة بحي “الخرطوم 3” وجسر المسلمية وأبراج النيلين وموقف شروني (محطة مواصلات) وسط الخرطوم.
ونشر الجيش مقاطع مصورة عبر صفحته على فيسبوك لقواته وهي تنصب كمينا لعناصر من قوات الدعم السريع.
وقال إن العناصر كانوا يحاولون الهروب من حصار وسط الخرطوم، وتمكنت قوات الجيش من تحييدهم جميعا، ولم ينجُ منهم أحد.
محور ولاية الخرطوم
وبتقدم الجيش وسط الخرطوم يضيق الخناق ويفرض على قوات الدعم السريع -التي تسيطر على القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط الخرطوم- حصارا من جميع الاتجاهات.
وبسيطرة الجيش على محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية تكون قواته قد أغلقت الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم جنوبا واقتربت من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر، وفق وكالة الأناضول.
وكانت قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على محطة جاكسون وجسر الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم.
كما اقتربت قوات الجيش من الوصول إلى قيادة الجيش من الناحية الغربية لوسط الخرطوم، وباتت تبعد عنها مسافة كيلومتر واحد.
مقبرة جماعية
وكشفت السلطات في ولاية الخرطوم عما قالت إنها مقبرة جماعية بحي الفيحاء في منطقة شرق النيل التي استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع.
وأوضحت السلطات أن قوات الدعم السريع حوّلت بئرا عميقة إلى مقبرة جماعية وألقت فيها جثث مدنيين بعد أن قضوا -وفق ذويهم- تحت التعذيب أو بالإعدام رميا بالرصاص.
ورصد مراسل الجزيرة انتشال الجثامين من موقع المقبرة الجماعية.
وقال مدير هيئة الطب العدلي في ولاية الخرطوم هشام زين العابدين إن الجثامين الموجودة تعود إلى مواطنين من منطقة شرق النيل وبعض النازحين -بينهم رجال ونساء- ومعظمهم قُتلوا بإطلاق نار على الرأس كنوع من الإعدام، ثم تم إلقاؤهم في البئر التي يبلغ عمقها 18 مترا.
وتقول الحكومة السودانية إن هذه البئر ليست سوى واحدة من عشرات الآبار التي استخدمتها قوات الدعم السريع للتخلص من ضحاياها، في مشهد يجسد حجم الثمن الإنساني الفادح لهذه الحرب.
محور ولاية سنار
وأعلن الجيش السوداني أمس الأحد سيطرته على منطقة أبو عريف المهمة في ولاية سنار (جنوب شرق) بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني في بيان بأن قواته استعادت السيطرة على منطقة أبو عريف في ولاية سنار، ودحرت قوات الدعم السريع وكبدتها خسائر كبيرة، وتطارد الفلول الهاربة.
واستطاع الجيش استعادة السيطرة على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة الخرطوم بحري ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب) و75% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، في حين لا تزال قوات الدعم السريع في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
تحركات الدعم السريع
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها حققت انتصارات بمنطقة النيل الأزرق.
وفي وقت سابق أول أمس السبت، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل مصور أن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب.
وقال وزير الخارجية السوداني علي يوسف إن تحركات قوات الدعم السريع والجهات الداعمة لها لإنشاء حكومة موازية في البلاد تهدف إلى عرقلة الانتصارات الساحقة عليها والتأييد الإقليمي والدولي المستمر لمواقف الحكومة.
وأضاف الوزير السوداني أن تلك الحكومة مرفوضة، ولن يكون لها دور وسط الشعب لأنها وُلدت ميتة.