أقرت الجيش الإسرائيلي بأن قتل رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، في قطاع غزة كان بمحض الصدفة، حسبما قال المتحدث الإسرائيلي باسمه دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس. وأشار هاغاري إلى أن العملية التي تمت في تل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة تمت يوم الأربعاء، موضحاً أن الجيش لم يكن يعلم بتواجد السنوار حينما تم قتله كما لم يستهدفه مباشرة بل كان يقوم بالتمويه داخل أحد المباني ورمي لوح خشبي نحو الدرون الإسرائيلي قبل لحظات من مقتله. أشار هاغاري إلى أن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) عملا لعدة أشهر للحصول على معلومات استخباراتية من أجل الحيلولة دون تنفيذ مخططات السنوار.
وأفاد بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي بأن جنود من اللواء 828 قتلوا 3 من أعضاء حماس خلال اشتباك في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء، وبعد استكمال عمليات فحص الحمض النووي، تأكدت الجهات الإسرائيلية من وفاة السنوار. ولفت البيان إلى أنه تم العثور على جثته بعد تمشيط المنطقة يوم الخميس. ولم تصدر حركة حماس أي تصريح رسمي بشأن ما حدث، إذ يأتي هذا الحادث بعد انتخاب السنوار كزعيم للمكتب السياسي لحماس، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران.
ووفقًا لوكالة الأناضول، يعتبر الجيش الإسرائيلي السنوار مهندس عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها جماعات فلسطينية ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في عام 2023، مما أسفر عن خسائر كبيرة لإسرائيل وتأثير سلبي على أجهزتها الأمنية والاستخباراتية دوليًا. وبالنظر إلى هذه الخلفية، كان السنوار هدفًا مهمًا للجهاز الإسرائيلي لفترة طويلة، حيث تمت متابعته وقتله بعد جهود استخباراتية مستمرة ومتواصلة.
في النهاية، قد يفتح قتل السنوار بابًا جديدًا لتصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل وزيادة العنف في المنطقة. وبالنظر إلى أوضاع قطاع غزة المعقدة، فإن هذه الحادثة قد تشكل عاملاً مؤثرًا على الوضع الاقتصادي والسياسي في القطاع، مما يستدعي تحليلًا دقيقًا للتأثيرات المحتملة لمثل هذه الأحداث على الأوضاع الراهنة في غزة والتصعيد المحتمل في المستقبل. ويبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه العملية العسكرية ستعقد فرص حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أم ستزيد من تصاعد العنف والصراعات في المنطقة.