إلى كل جهة مسؤولة عن قرارات التقاعد المبكر، وكل من يملك قلماً يقرر مصير إنسان في لحظة؛ إن التقاعد ليس مجرد إنهاء خدمة، إنما منعطف نفسي، اجتماعي، وجسدي، لا يقل أثراً عن المرض أو الفقد.
حين يحال موظف في منتصف الأربعينات إلى التقاعد المبكر، وهو في كامل قواه، يحمل بين كتفيه بيتاً وأسرة ومسؤوليات، فهو لا يخسر وظيفة فقط، بل يخسر مكانته، دوره، وصوته في المجتمع.
أجسادنا تتحمل التعب، لكن النفوس لا تتحمل أن توضع على الرفّ وهي ما زالت عامرة بالشغف والقدرة بدون خطة مستقبلية أو دعم لبدء حياة جديدة، وتيه في رغبة الوجود والتواجد.
تجربة التقاعد المبكر دون رغبة الشخص تخلق فجوة كبيرة بين «الحاجة إلى الإنتاج»، و«الواقع الذي يجبره على التوقف»، وتتركه عالقاً بين الشعور بالعجز، ومسؤولية الإعالة المستمرة.
لا نطالب بإلغاء الأنظمة، إنما إعادة تقدير التجربة الإنسانية بتوفير بدائل حقيقية؛ فرص تأهيل، استشارات نفسية، مسارات جديدة تعيد للمتقاعد شعوره بالجدوى، فالكرامة لا تصرف من الراتب التقاعدي، والقيمة لا تقاس بالعمر الإداري.
رسالة ختامية: التقاعد ليس موتاً ببطء إن توفرت له الحياة التي تستحقها الخبرة، لا الحياة التي تطفئها الورقة الرسمية.
أخبار ذات صلة