إشارة رئيس أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني لتوجيه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالعفو عمن غرر بهم وهاجموا السعودية من الخارج والتأكيد على عودتهم دون أن ينالهم أي عقاب ما لم تكن عليهم قضايا حق خاص أو جرائم قتل واعتداء، ليس جديداً على سياسة ولاة الأمر السعوديين عبر التاريخ!
فموقف سمو ولي العهد امتداد لمواقف تكررت في جميع العهود السابقة، حيث يفتح الوطن ذراعيه لاحتواء أبنائه التائبين حتى إن أخطأوا وتقمصوا أدوار المعارضة أو وقعوا تحت التأثر والتغرير بهم من جهات خارجية معادية!
العفو والتسامح من أهم سمات الملك عبدالعزيز، رحمه الله، مع من خرجوا عليه أو عادوه، وكثير من أبناء وأحفاد أولئك الذين خرجوا عليه تبوأوا مناصب رفيعة في الدولة وتحتل أسرهم مكانة مرموقة في المجتمع، بل إن منهم من نال العفو ثم عاد للتمرد مرة ومرتين وفي كل مرة كانت مروءة الملك وحكمته تحتوي الرجال والمواقف حتى تأسست هذه البلاد على مبادئ راسخة من العفو والتسامح تجاه أبنائها تستمد من نسيج العلاقة الأسرية المتلاحمة بين الأسرة المالكة والشعب السعودي!
وسار أبناء المؤسس على نفس النهج، تسامحوا مع كثير ممن خرجوا على الدولة وأساءوا إليها في الخارج قبل أن تعصف بهم رياح الغربة الباردة ويطرقوا أبواب العودة، وهناك العديد من المعارضين السابقين الذين يعيشون اليوم بحرية ويشغلون الوظائف المرموقة ويمارسون الأعمال الحرة، ويتمتعون بحرية الكتابة في وسائل النشر والتواصل الاجتماعي، يستثنى من ذلك من انخرط في أعمال سفكت فيها الدماء البريئة، فلا تسامح مع الإرهابيين القتلة!
باختصار.. وطن كبير، أسرة واحدة، أذرع مفتوحة، قلوب حانية، وأحضان دافئة!
أخبار ذات صلة